- توفي فارس بعد وعكة صحية في المشافي التركية، مخلفاً إرثاً ثورياً وعلمياً، حيث كان أول سوري يصعد إلى الفضاء وشارك في الثورة السورية.
- يُعد فارس رمزاً للثورة السورية والتعاون العلمي الدولي، ممثلاً سورية في الفضاء ومشاركاً في تجارب علمية مهمة، وقد عاش حياته مدافعاً عن حرية شعبه.
شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية.
وتوفي فارس في المشافي التركية، يوم الجمعة الماضي، بسبب وعكة صحية دامت أسابيع، ونقل جثمانه، ظهر اليوم، من الأراضي التركية عبر بوابة باب السلامة بريف حلب الشمالي، بحضور شخصيات من الائتلاف الوطني السوري وقادة من الجيش الوطني ونشطاء في المجال الإنساني والإعلامي. وقال يوسف العبود، أحد المشاركين في التشييع، في حديث لـ"العربي الجديد": "لقد زحف الثوار من كل حدب وصوب ومن كل مكان لتشييع جثمان الفارس محمد فارس واللواء رائد الفضاء، هذا الرمز، الذي نعتز به دائماً وأبداً، هو رمزٌ من رموز ثورتنا المباركة، وقامة ثورية ووطنية".
من جانبه، قال خليل الزعار، رئيس مجلس شورى قبيلة العكيدات في الشمال السوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "محمد فارس خلده التاريخ تخليد الأبطال والشهداء، وهو رمز للثورة السورية وشعبها الحر، كما هو رمز لقبيلة العكيدات ولجميع الثوريين".
بدوره، قال الناشط محمد ورد لـ"العربي الجديد": "حضرنا اليوم إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي لتشييع جنازة الشهيد بإذن الله اللواء محمد فارس ابن مدينة حلب"، مضيفاً: "مشاركتنا اليوم كانت لها عدة أهداف، أبرزها أن اللواء محمد فارس كان إلى جانب السوريين الأحرار منذ اندلاع شرارة الثورة السورية، والهدف الآخر أن نظام الأسد المجرم عمد إلى تهميش اللواء محمد فارس طوال هذه السنين".
ويتحدر رائد الفضاء السوري من مدينة حلب التي قضى فيها معظم حياته، وهو خرّيج الأكاديمية الجوية العسكرية، وضابط سابق في سلاح الجو السوري، كان طيّاراً مقاتلاً على الطائرة "ميغ 21"، كما كان مدرباً للطيران، قبل أن يُختار لتمثيل سورية في الفضاء الخارجي عام 1987، وعمل مديراً للمعهد الجوي في سورية منذ عام 1998 حتى عام 2004، وفي نهاية عام 2004، رُفع إلى رتبة لواء، وعُين مديراً لإدارة التنظيم في قيادة القوى الجوية السورية.
واللواء الفارس هو أول سوري وثاني عربي يصعد إلى الفضاء الخارجي، وكانت رحلته ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة الفضاء سويوز إلى المحطة الفضائية "مير" في 22 يوليو/تموز 1987، مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن رحلة استمرت تسعة أيام، وكانت ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين الاتحاد السوفييتي السابق ودول صديقة.
كما أنجز الفارس خلال رحلته 13 تجربة علمية على متن المركبة الفضائية، وعدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية وفي الرصد الفضائي والاستشعار عن بعد جرى الإعداد لها في سورية، وقد وصفها في لقاءاته الإعلامية بأنها كانت جميعها تجارب ناجحة.
انضم فارس مع ابنه إلى صفوف المتظاهرين مع انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس 2011، وفي عام 2012، انتقل هو وعائلته إلى مدينة كفرحمرة بريف حلب، والتي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، هرباً من بطش النظام. وانتقل لاحقاً إلى مدينة غازي عنتاب في تركيا، ومن ثم إلى مدينة إسطنبول، وشارك في العديد مِن الفعاليات والتظاهرات المناصرة للثورة، كما كانت له مشاركات في مؤتمرات ولقاءات ودروس في جامعات تركية.