تواصل وحدات قتالية خاصة من الجيش العراقي عملية انتشار واسعة داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد وفي محيطها الخارجي إلى جانب قوات أخرى من جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز الأمن الوطني، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ومنعت قوات الجيش الدخول إلى المنطقة المحصنة من عمال الخدمة والمراجعين والصحافيين، فيما شوهد قسم كبير منهم يعود من بوابة المنطقة الرئيسة، وسط استمرار عملية تحليق مروحيات قتالية بشكل مكثف في أجواء العاصمة.
وأفادت مصادر من اللواء الـ"56" في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، بأن الكاظمي أجرى بعد الهجوم جولة داخل المنطقة الخضراء والتقى أفراد الأمن الموجودين في موقع الحادث.
ووفقاً للمصادر ذاتها، أحدث الاعتداء خسائر مادية في المنزل، إضافة إلى تضرر سيارة تابعة للموكب الرئاسي الحكومي.
والمنزل المستهدف مقر جميع رؤساء الوزراء السابقين بعد عام 2003، ويقع بالجانب الشرقي من المنطقة الخضراء بمحاذاة نهر دجلة وعلى بعد أقل من 1500 متر من السفارة الأميركية.
وباستثناء رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، استُخدِم هذا المنزل كسكن شخصي لرؤساء الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الغزو الأميركي للبلاد، ومن قبله كان مقراً استشارياً للقوات الأميركية إبان احتلالها العراق.
وشوهد عدد من السياسيين المقربين من رئيس الوزراء يتجولون في المنطقة ويعاينون آثار الهجوم.
وتظهر الأجواء مستقرة داخل المنطقة الخضراء بعد الساعة الثامنة بتوقيت بغداد، إذ زاولت أغلب المؤسسات الموجودة فيها عملها بشكل طبيعي.
وقالت مصادر حكومية عراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن لجنة مشتركة بين جهاز المخابرات والأمن الوطني والجيش بدأت التحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن، في بيان مقتضب، أن "محاولة الاغتيال نفذت بواسطة ثلاث طائرات مسيَّرة، أُسقِطَت طائرتان منها، ونجحت الثالثة في استهداف منزل الكاظمي".
وكانت القوات الأمنية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن وضع تصور عن أبرز المناطق المحتمل انطلاق الطائرات منها، وجميعها من مناطق قريبة من المنطقة الخضراء.
وأكدت المصادر الحكومية أن الطائرات محلية الصنع وبنسخة مماثلة لطائرات هاجمت معسكرات أميركية في وقت سابق من هذا العام، حيث تبنت المسؤولية عنها فصائل مسلحة حليفة لإيران.
وكشفت المصادر خلال حديث مع "العربي الجديد"، وصول قيادات سياسية إلى المنطقة الخضراء في بغداد للقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والاطمئنان على وضعه.