تواصل الأحزاب السياسية في الجزائر عقد مؤتمراتها العامة لتجديد قياداتها السياسية، وتحضر أخرى لعقد مؤتمراتها قبل نهاية العام الجاري، بعد فراغ هذه الأحزاب من مجموع الاستحقاقات السياسية والمحطات الانتخابية الهامة التي كانت آخرها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان)، وفيما نجحت أحزاب في تغيير قياداتها، حافظت قيادات أخرى على موقفها في صدارة أحزابها.
وأنجز حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية (تقدمي)، اليوم السبت، المؤتمر العام السادس للحزب، حيث انتخب أمينه المكلف بالإعلام سابقاً، عثمان معزوز، رئيساً للحزب، وهو الثالث الذي يشغل هذا المنصب في التجمّع منذ تأسيسه عام 1989 بعد إقرار التعددية السياسية في البلاد، بعد المؤسس سعيد سعدي، ومحسن بلعباس، الذي تخلى في المؤتمر عن الرئاسة، إثر انقضاء عهدتين له على رأس الحزب، في خطوة قال إنها تستهدف التداول على المسؤوليات ودمقرطة المؤسسة السياسية داخل الأحزاب نفسها.
وانتخب معزوز على رأس التجمّع بعد منافسة حادة مع مرشح ثانٍ، مراد بياتور، وكلاهما من القيادات الشابة في الحزب المعارض، وتعهد معزوز بمواصلة ما وصفها بالمقاومة السياسية ضد الخيارات التي تفرضها السلطة وضد الإغلاق السياسي والإعلامي.
والتجمّع ثالث حزب سياسي ينجز مؤتمره العام ويجدد قيادته السياسية، بعد حزب الاتحاد من أجل التغيير (تقدمي معارض)، والذي أبقى على رئيسته القاضية السابقة زبيدة عسول على رأس قيادته، إضافة إلى حزب العمال اليساري الذي عقد مؤتمره نهاية شهر مارس، آذار الماضي، لكنه أفضى إلى إعادة انتخاب رئيسته لويزة حنون على رأس الحزب.
يفترض أن تعقد جبهة القوى الاشتراكية، وهي أبرز أحزاب المعارضة السياسية في البلاد، مؤتمرها العام نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لتجديد قيادة الحزب
ويفترض أن تعقد جبهة القوى الاشتراكية، وهي أبرز أحزاب المعارضة السياسية في البلاد، مؤتمرها العام نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لتجديد قيادة الحزب، ويتوجه السكرتير الحالي يوسف أوشيش إلى عهدة جديدة على رأس الحزب، وهو قيادي شاب من جيل القيادات الجديدة في الحزب، التي برزت في الفترة السياسية الأخيرة.
وفي ذات السياق، أعلن حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يحوز أكبر كتلة في البرلمان، تشكيل اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الـ11، الذي كان مقرراً منتصف العام الجاري، قبل أن يتقرر تأخيره إلى نهاية العام الجاري.
وقال الأمين العام للحزب، أبو الفضل بعجي، في مؤتمر صحافي قبل أيام إن "المؤتمر المقبل يستهدف إحداث القطيعة مع كل التجاوزات السابقة التي شهدها الحزب".
وأعلنت حركة البناء الوطني (إسلامي) بدء التحضير لعقد مؤتمرها العام، وأكد بيان للحركة أنه "شُرِع في التحضيرات الأساسية للمؤتمر القادم من خلال تحضير مختلف الملفات، حرصاً على استكمال بناء منظومة الحركة وتطوير خططها وتفعيل مشاركتها الإصلاحية".
ويأتي الانعقاد المتتالي لمؤتمرات الأحزاب السياسية البارزة في الجزائر، في اتجاهين، الأول يخص كتلة من الأحزاب التي كانت تعاني من مشكلات مع السلطة التي حاولت استغلال بعض الثغرات التنظيمية للتضييق عليها والتهديد بحلها، ما دفع هذه الأحزاب إلى عقد مؤتمراتها للتكيف مع القوانين والتشريعات الناظمة للعمل السياسي، وغلق كل إمكانية قد تتيح للسلطة الضغط عليها، على غرار حزب العمال الذي تعرض لمحاولة انقلاب داخلية بتواطؤ من السلطات، بسبب مواقفه المعارضة، وحزب الاتحاد من أجل التغيير الذي حاولت السلطات حله.
ويخص الاتجاه الثاني كتلة من الأحزاب، الموالية للسلطة بشكل خاص، التي تشهد مشكلات داخلية وانقساماً بين القيادات، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني الذي سبق أن شهد قبل فترة صدامات بين قياداته في المقر المركزي في العاصمة الجزائرية.