وقع رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، اتفاقية "التعاون الاستراتيجي السوري- الصيني"، خلال لقاء جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في مدينة خانجو الصينية.
وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام إن ثلاث اتفاقيات وُقعت اليوم، بحضور بشار الأسد وشي جين بينغ؛ شملت اتفاق تعاون اقتصادي بين البلدين، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، وأخرى حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
President Xi Jinping met in #Hangzhou with Syrian President Bashar al-Assad who is in China to attend the opening ceremony of the 19th #AsianGames. pic.twitter.com/mZCWMefUru
— Hua Chunying 华春莹 (@SpokespersonCHN) September 22, 2023
وقال الرئيس الصيني، خلال لقاء القمة مع الأسد، الجمعة، إن الصين تدعم التسوية السياسية للقضية السورية، وتحسين علاقاتها مع الدول العربية الأخرى، مضيفا أن "سورية تعد من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع الصين الجديدة، وكانت واحدة من الدول التي طرحت مشروع قرار لاستعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة".
وأضاف جين بينغ: "سنعلن اليوم عن إقامة الشراكة الاستراتيجية السورية- الصينية، وذلك سيكون حدثاً مفصلياً مهماً في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة"، مشدداً على "حرصه على بذل جهود مشتركة بشكل مستمر لتبادل الدعم الثابت بين البلدين وتعزيز التعاون بينهما للدفاع عن العدالة والسلم الدوليين".
من جانبه، عبر الأسد عن سعادته لزيارة الصين، وقال إن الأخيرة "تقف مع القضايا العادلة للشعوب منطلقة من المبادئ القانونية والإنسانية والأخلاقية التي تشكل أساس السياسة الصينية في المحافل الدولية والمبنية على استقلال الدول واحترام إرادة الشعوب ونبذ الإرهاب"، وفق تعبيره.
وأضاف الأسد أن "هناك تأييدا دوليا واسعا لمبادراتكم الهامة، مبادرة الحضارة العالمية والأمن العالمي والتنمية العالمية المتجسدة في مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى تحقيق الأمن والتنمية للجميع عبر التكامل لا عبر الصدام". وعبر عن أمله في "دور الصين البنّاء على الساحة الدولية"، معربا عن "رفض كل محاولات إضعاف هذا الدور عبر التدخل في شؤون الصين الداخلية أو محاولات خلق توتر في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا"، وفق وكالة النظام.
وأوضح رئيس النظام السوري أن "هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها، حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد"، متمنياً أن "يؤسس لقاؤنا اليوم لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين".
ووصل الأسد إلى الصين أمس الخميس، برفقة زوجته أسماء الأسد، بعد تلقيه دعوة من الرئيس الصيني، حيث كان في استقبالهما وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق وعقيلته.
وقاد الأسد حملة قمع وحشية للثورة السورية على حكمه في العام 2011، ومنذ ذلك الوقت غرقت البلاد في حرب أهلية وحالة انهيار اقتصادي لم تمكن إعادة إعمار المناطق والمدن المدمرة، رغم عودة العلاقة مع عدد من الدول العربية في الشهور الأولى من العام الجاري.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قد أكدت، يوم أمس الخميس، في تصريحات صحافية، أن "الصين ترى في زيارة الأسد فرصة لدفع العلاقات مع سورية إلى مستوى جديد"، مبينةً أن "زيارة بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين".
وسيحضر الأسد خلال الزيارة حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغشتو السبت.