الأسماء الجديدة في تبنّي عمليات الفصائل العراقية: تكتيك للتضليل

06 اغسطس 2024
مجموعة جديدة تحمل اسم ثوريون تبنت الهجوم على القاعدة الأميركية في العراق (منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الهجوم الصاروخي وتبني المسؤولية**: أعلنت جماعة "الثوريون – المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على قاعدة "عين الأسد"، مما أدى إلى إصابة جنود أميركيين.

- **ظهور أسماء جديدة للفصائل**: منذ اغتيال المهندس وسليماني، ظهرت أسماء جديدة لمجموعات مثل "أصحاب الكهف" و"عصبة الثائرين"، كجزء من استراتيجية إعلامية وأمنية للفصائل التقليدية.

- **استراتيجية التمويه والتعمية**: تستخدم المليشيات العراقية أسماء وهمية لتجنب الضغوط الدولية والمحلية، مما يعقد جهود المحاسبة، لكن الولايات المتحدة تمتلك الأدوات لكشف الفاعلين.

أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "الثوريون – المقاومة الإسلامية في العراق"، اليوم الثلاثاء، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار الذي أصاب عدداً من جنود القوات الأميركية، ليل أمس الاثنين، وبات استخدام أسماء جديدة لمجموعات غير معروفة أسلوباً تتبعه الفصائل العراقية المسلحة التي تندرج ضمن مظلة جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" لتبني الهجمات والمواقف الأمنية أو العسكرية وحتى السياسية بالعراق، ضمن ما يُعتبر نهجاً للتشويش على أي ردود قد تبادر بها القوات الأميركية ضد الفصائل التقليدية المعروفة في البلاد، وكذلك لتخفيف الضغوط الحكومية وتلك التي تمارسها قوى سياسية شيعية في العراق تسعى للتهدئة مع الجانب الأميركي حالياً.

وبرزت أسماء عديدة خلال السنوات الماضية مثل "أصحاب الكهف، عصبة الثائرين، قوات ذو الفقار، سرايا المنتقم، أولياء الدم، ثأر المهندس، قاصم الجبارين، الغاشية، لواء خيبر، سرايا ثورة العشرين الثانية، المقاومة الدولية، الشهيد كريم درعم، كتيبة السابقون، أولو العزم، المنتقمون وأخيراً ألوية الوعد الصادق والثائرون"، بالإضافة إلى حركات أخرى رديفة لها مثل حركة "ربع الله" و"أبناء الشايب". ولا تخرج هذه الفصائل والجماعات، التي لا يُعرف عديد المنتسبين إليها أو مقرات وجودها، عن دوائر الفصائل العراقية التقليدية المعروفة والمشاركة في صنع القرار السياسي في العراق، ومنها "كتائب حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق"، وفقاً لمصادر أمنية وسياسية تحدثت لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أن هذه الأسماء التي بدأت بالظهور بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس برفقة قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، مطلع عام 2020، ضمن نهج زاد أخيراً بالعراق، وبينت المصادر أن هذه الأسماء "عادة ما يختارها قادة الفصائل العراقية المعروفون، بالتنسيق مع غرفهم ومكاتبهم الإعلامية".

وقال الباحث في الشأن العراقي، شاهو القرة داغي، لـ"العربي الجديد" إن "المليشيات العراقية تلجأ إلى استخدام أسماء وهمية وعناوين فرعية في استراتيجية لتجنب الضغوط الدولية والمحلية والحفاظ على مرونتها في العمليات، وهذه التكتيكات تعقد جهود الحكومة العراقية والمجتمع الدولي في محاسبتها"، مضيفاً أن "الفصائل التقليدية قد تتبنى أسماءً جديدة أو تنشئ مجموعات فرعية لتحقيق أهدافها دون التعرض للمساءلة المباشرة، ولكن الولايات المتحدة الأميركية تمتلك من الأدوات ما يمكنها من كشف الفاعل، ولن تنجح هذه الوسائل في إضاعة الأميركيين".

من جهته، أشار الخبير الأمني والعميد المتقاعد في الجيش، عماد علو، إلى أن "الأسماء الرسمية لا تريد المجازفة في تنفيذ عمليات ضدّ القوات الأميركية، لذلك تستخدم أسماءً جديدة ووهمية، والغاية من ذلك تحمل المسؤولية القانونية، خصوصاً أنّ الفصائل التقليدية تمتلك تنظيمات سياسية ومشتركة في الحكومة"، موضحاً أن "آلية التمويه والتعمية التي تمارسها هذه الجماعات ليست خافية على أجهزة التحسس والتجسس لدى الأميركيين وحتى القوات العراقية"، مضيفاً أنّ "الدليل على ذلك يتمثل بالاستهدافات والاغتيالات ضدّ قيادات من الصف الثالث والثاني في محور المقاومة في العراق، ما يعني أن هناك اختراقاً ونفوذاً أميركياً داخل مراكز قوى عديدة في العراق، وبالتالي فإن اللجوء لأسماء جديدة للتمويه غير خافٍ على الأميركيين".