أكدت مصادر حقوقية متطابقة لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الإثنين، أن الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عاماً)، من مخيم الأمعري، جنوب مدينة البيرة، في حالة غيبوبة مجدداً، وهو يرقد حالياً في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، وقد يكون بلحظاته الأخيرة، فيما وصلت عائلته بشكل عاجل إلى المستشفى للاطمئنان عليه.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي مقتضب، مساء اليوم، أن عائلة الأسير ناصر أبو حميد انتهت من زيارته في مستشفى "أساف هروفيه".
وبحسب شقيقه ناجي فإن ناصر في غيبوبة، كما ونقل عن الطبيب المشرف على حالته، أن ناصر وصل من سجن "الرملة" وهو في غيبوبة، والأمل ضئيل أن يخرج منها، كما أن الأمل ضئيل أن يصمد أكثر".
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الزيارة التي تمت بتدخل شخصي من قبل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، والتي أشرفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ترتيباتها اللوجستية، كانت وفقاً لخطورة حالة ناصر غير مسبوقة.
وقالت الهيئة في بيان عقب الزيارة: "ناصر دخل في غيبوبة، ويفصل بينه وبين استشهاده تدخلات القدر، وهناك قلق جدي على حياته".
وقال مسؤول الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية المحامي جميل سعادة لـ"العربي الجديد"، إن الأسير أبو حميد بوضع صحي مقلق منذ نقله بحالة غيبوبة ظهر اليوم، وقد يكون بلحظاته الأخيرة، حيث يعاني وضعًا صحيًا صعبًا جدًا.
ووفق سعادة، فإن ترتيبات عاجلة أجراها، مساء اليوم، الصليب الأحمر الدولي لزيارة والدة الأسير ناصر أبو حميد وأشقائه في مستشفى "أساف هيروفيه" بالداخل المحتل.
من جانبها، قالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة لـ"العربي الجديد"، إن الأسير أبو حميد دخل في غيبوبة، وقد يعلن عن استشهاده في أي لحظة.
وتابعت سراحنة: "لقد تم استصدار تصاريح، مساء الإثنين، لخمسة من عائلته، بينهم والدته، بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي من أجل زيارته ووداعه، وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها زيارة ناصر بعد تدهور حالته الصحية خلال الفترة الأخيرة".
وكانت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قد نقلت، ظهر اليوم الإثنين، الأسير أبو حميد بعدما دخل في غيبوبة من سجن "عيادة الرملة" حيث يقبع إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ كل المعطيات الأخيرة التي تتعلق بالوضع الصحيّ للأسير أبو حميد تؤكّد أنّه وصل إلى مرحلة اللاعودة، وأنّه معرض للاستشهاد في أي لحظة، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يُصر على الاستمرار بجريمته بحقّ الأسير أبو حميد، عبر استمرار اعتقاله واحتجازه، رغم محاولات الإفراج عنه ليكون بين أحضان عائلته.
ويأتي هذا التّطور الخطير بعدما أكّد الأطباء في بداية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، أنّ الأسير أبو حميد في أيامه الأخيرة، علمًا أنه تعرض لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) على مدار سنوات، وبدأ وضعه الصحي بالتراجع الواضح في شهر أغسطس/ آب 2021، وفي حينه تم الكشف المتأخر (جراء مماطلة إدارة السجون) عن إصابته بسرطان في الرئة.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد نقلت ناصر، الأسبوع الماضي، إلى مستشفى "أساف هروفيه" بعد ارتفاع في درجة حرارته وهبوط في دقات القلب، وأعادته إلى سجن "الرملة" في وقت لاحق، إلى جانب الأسرى المرضى، كما تمكنت عائلته، الإثنين الماضي، بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، من زيارته، وتمكنت والدته من احتضانه لأول مرة منذ بداية مرضه.
يُشار إلى أنّ نحو 600 أسير من المرضى في سجون الاحتلال، من بينهم 25 أسيرًا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة.