حذّر مسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، اليوم الخميس، من قرار لجنة التعليم في الكنيست الإسرائيلي بإلزام المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بإدراج المسجد الأقصى ضمن جولاتها التعليمية للتلاميذ اليهود، باعتباره "جبل الهيكل".
وقال المدير العام لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا القرار غاية في الخطورة، ويمهد لتصعيد أخطر في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه للمسجد الأقصى المبارك، وتدخل سافر في صلاحيات الأوقاف صاحبة الولاية الرسمية في إدارة جميع شؤون المسجد". وأضاف الخطيب: "نحن نرفض هذا القرار جملة وتفصيلاً، ونحمّل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن تداعياته".
بدوره، رفض رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ"العربي الجيدد"، بشدة القرار، ووصفه بأنه "عدوان جديد" على المسجد الأقصى، مؤكداً أنّ "هذا العدوان يؤسس لأخطار كبيرة تمسّ قدسية المكان وتجعله عرضة لاستباحات أوسع نطاقاً مع ما يحمله ذلك من تحديات كبيرة ستواجه الشعب الفلسطيني، وهو يقاوم هذه الاقتحامات".
وجاء قرار لجنة التعليم في الكنيست الإسرائيلي بعد جلسة عقدتها، أول أمس الثلاثاء، برئاسة الناشطة السياسية في جماعات الهيكل المتطرفة شارن هسكل، إذ أتاحت اللجنة البرلمانية فرصة المشاركة في نقاشاتها لعدد من جماعات الهيكل المتطرفة. وقد جاء نص القرار كالآتي: "يجب تضمين جبل الهيكل في المواقع الإلزامية لجولات وزارة التربية والتعليم".
وتمهيداً لوضع هذا القرار موضع التطبيق، فقد طلبت اللجنة من وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية أن تقدم لها إحصائية بعدد الطلبات المقدمة من قبل المدارس لتنسيق اقتحامات للأقصى في السنوات العشر الماضية.
يُذكر أن هذا القرار يأتي تطبيقاً لتوصيات مؤتمر جماعات الهيكل المتطرفة الذي عُقد في الرابع من الشهر الجاري، تحت عنوان "مضاعفة عدد المقتحمين للأقصى بعشرة أضعاف"، فيما كان اعتماد الأقصى موقعاً إلزامياً للرحلات المدرسية إحدى توصياته التي شملت إلى جانب ذلك تعزيز الرحلات الجامعية لاقتحام الأقصى، وتشجيع التعليم الديني التوراتي داخل الأقصى، وتعزيز ارتباط منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالأقصى من خلال تنظيم اقتحاماتٍ جماعية دورية.
وكانت إدارة حائط البراق الإسرائيلية قد نشرت عشية رأس السنة العبرية الجديدة إحصاءات بيّنت فيها ارتفاعاً بنسبة 13% في عدد اليهود الذين اقتحموا الأقصى في السنة الأخيرة، ليبلغ 25581 شخصاً، وتشكل هذه الأعداد زيادة غير مسبوقة في أعداد المقتحمين والفئات المشاركة فيها.