أكد مصدر مقرّب من كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تدعي أن لديها قائمة مكونة من 30 شخصاً من كتيبة جنين، تتهمهم بإطلاق النار على مقرات قوى الأمن وسيجري اعتقالهم.
وأعرب المصدر المقرّب من كتيبة جنين عن تخوفه من تزايد حالات اعتقال أفراد كتيبة جنين في الأيام القادمة، بالتوازي مع الترويج إلى أن أفراد الكتيبة لديهم قضايا جنائية "وذلك بهدف ضرب سمعتهم الوطنية".
وأشار المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن السلطة الفلسطينية "تسعى إلى إخماد حالة المقاومة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بشكل هادئ وتدريجي، عبر اعتقال الشبّان المنتمين أو المؤيدين للكتيبة".
وتأتي هذه التخوفات، بالتزامن مع اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الليلة الماضية، الشاب أحمد جدعون، أحد المطلوبين لقوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام منزله في مخيم جنين، تبع ذلك بوقت قصير إطلاق نار وزجاجات حارقة صوب مقرات الأمن الفلسطيني "المقاطعة" من قبل مقاومين؛ رداً على اعتقال جدعون.
وقال فضل جدعون، والد أحمد في حديث لـ"العربي الجديد": "إن 15 عنصراً من القوات الخاصة الأمنية اعتقلت نجله خلال وجوده في مقهى داخل مخيم جنين، دون الإبلاغ عن سبب الاعتقال أو مكان احتجازه، علماً أنه مصاب برصاص الاحتلال، ويعاني من آلام في القدم".
ولفت والد أحمد إلى أن شخصيات اعتبارية من مخيم جنين تدخلت للإفراج عنه، ولكن العائلة لا تشعر بوجود نيّة جديّة لدى الأجهزة الأمنية بذلك، خصوصاً أنه مطارد منذ أشهر لدى الاحتلال ومطلوب لدى قوات الأمن الفلسطينية.
ويلقب جدعون في مخيم جنين بـ"الصاروخ" وكان قد أمضى في سجون الاحتلال مدة 22 شهراً، بعد اعتقاله مصاباً جراء انفجار قنبلة بباب منزله في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2020، عانى خلالها من الإهمال الطبي وفقدان والدته خلال فترة اعتقاله.
وأكد مصدر مقرّب من كتيبة جنين (فضل عدم ذكر اسمه) في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المطارد جدعون أصيب قبل نحو 3 أعوام خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم وتفجير بوابة منزلهم واعتقاله، برفقة شقيقه محمد المعتقل في سجون الاحتلال حتى اللحظة.
وانضم المطارد الجريح جدعون لكتيبة جنين قبل نحو عام ونصف، فور خروجه من السجن، وفق المصدر، الذي أوضح أنه "بعد أن قضى جدعون حوالي سنتين في سجون الاحتلال، انضم للكتيبة، وبات مطارداً لدى الاحتلال، ومطلوباً للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تحاول تلفيق تهم جنائية له في سياق تبرير اعتقاله، رغم أنه معلوم لدى جميع أهالي المخيم أن المطارد لا علاقة له بالقضايا الجنائية، وإن كان ذلك فيجب التعامل معه في المحاكم النظامية لا بالاعتقال والاختطاف".
في سياق آخر، كانت أجهزة الأمن الفلسطيني في وقت سابق قد اعتقلت الشاب مصطفى أبو الرب من بلدة قباطية جنوب جنين مساء السبت الماضي، حيث أظهرت مقاطع مصورة، سيارة مدنية يستقلها عدد من أفراد الأمن المقنعين والمسلحين، وهم يمرون بجانب أبو الرب، ويشهرون السلاح عليه قبل أن يقوموا باعتقاله.