أصيب خمسة أشخاص على الأقل بجراح متفاوتة في قرية سالم شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية، فجر اليوم الأحد، إثر اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على عائلة المعتقل السياسي لديها والمطارد من الاحتلال الإسرائيلي مصعب اشتية (30 عاماً).
وقال عاكف اشتية والد مصعب، لـ"العربي الجديد"، إنهم فوجئوا نحو الساعة الواحدة والنصف تقريبا من فجر اليوم الأحد، بقوة أمنية فلسطينية كبيرة تداهم منزله، من أجل إنزال يافطات معلقة لتهنئة نجله الأصغر صهيب (18 عاما) بمناسبة الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تم فعليا صباح اليوم، بعد أن أمضى ثمانية أشهر.
وأوضح اشتية أن عناصر الأمن الفلسطيني اعتدوا بالضرب على أفراد العائلة، ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح، ونقل بعضهم إلى المستشفيات نظرا لصعوبة الإصابات.
وأضاف اشتية: "ما جرى هو تجاوز لكل الأعراف والتقاليد، هذا هجوم وحشي غير مبرر، وانتهاك لحرمة البيوت الآمنة، رغم هذا، طلبنا منهم الانسحاب، لكنهم رفضوا وحاولوا اعتقال أخي الكبير المسن، فتطورت الأمور إلى مناوشات". وتابع قائلا: "أطلقت الأجهزة الأمنية الغاز السام المسيل للدموع تجاه المنازل، ما أدى لإصابة آخرين بحالات اختناق، حتى تركوا المكان بعد تجمهر الأهالي ورفضهم لما جرى".
وأكد اشتية أن اليافطة محل الخلاف لا تحمل أي دلالات سياسية، فقد كتب عليها "الأهل والأحبة يستقبلون ابنهم الأسير".
وكان صهيب اعتقل على يد قوة إسرائيلية خاصة خلال وجوده في محل تملكه العائلة لبيع الأجهزة الخلوية، وباعتقاله، أصبح جميع أبناء العائلة خلف القضبان موزعين بين سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
أما مصعب، فقد اعتقل ثلاث مرات لدى الاحتلال وأمضى نحو 4 سنوات، قبل أن تبدأ رحلة المطاردة في إبريل/ نيسان 2021 على خلفية نشاطه المقاوم في صفوف "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، لينضم إلى المقاومين المطاردين في البلدة القديمة في نابلس، ويصبح أحد قادة مجموعات "عرين الأسود".
واعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مصعب في 19 سبتمبر/ أيلول 2022، بعد الاعتداء عليه ومحاصرة مركبته في مدينة نابلس، الأمر الذي أشعل حالة غضب في أرجاء الضفة الغربية عامة ومدينة نابلس خاصة.
وتواصل السلطة اعتقاله رغم 3 قرارات سابقة تقضي بالإفراج عنه.
أما شقيقهما أنس، فاعتقل في حزيران/ يونيو 2021 ولا يزال موقوفا، فيما أعيد اعتقال شقيقهم خالد قبل عشرة أشهر، بعد وقت قصير من الإفراج عنه من اعتقاله السابق.