استمع إلى الملخص
- شهدت الضفة الغربية توترات بعد اعتقال ثلاثة شبان مقاومين في طولكرم وإصابتهم بالرصاص، واعتقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى جنين وسط اتهامات بالتعذيب.
- تتواصل حملة الأجهزة الأمنية على مخيم جنين لليوم الرابع والثلاثين، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة ومقتل 14 شخصاً، في إطار عملية "حماية وطن"، وسط انتقادات للسلطة الفلسطينية.
اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، مسعفين بعد تعرض مركبتهما لإطلاق نار في قرية بير الباشا، جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية من مخيم جنين "العربي الجديد"، بأنّ المسعفين يزن جرار من مدينة جنين، وسامح حنون من مخيم جنين، كانا يمران بمركبتهما الخاصة في قرية بير الباشا جنوبي جنين، فأطلق أشخاص الرصاص عليهما فظنا أنهم قوات خاصة إسرائيلية ليتبين أنها وحدة خاصة بلباس مدني تابعة للأجهزة الأمنية الفلسطينية، بينما لم تتضح بعد ملابسات الاعتقال أو أسباب إطلاق النار عليهما، وسط مخاوف إن كانا أُصيبا أم لا.
وبحسب المصادر، فإن المسعفين المعتقلين يعملان ضمن طاقم إسعاف "الحياة"، وهو مركز طبي يقدم خدماته في مدينة جنين. وتشير المعلومات الأولية، وفق المصادر، إلى أن سبب الاعتقال قد يكون تقديمهما الإسعافات لأهالي مخيم جنين.
ويأتي الحادث بعد ساعات من اعتقال قوة خاصة تتبع للأجهزة الأمنية الفلسطينية ثلاثة شبّان مقاومين، عقب إصابتهم بالرصاص فجر اليوم الثلاثاء، في بلدة عتيل شمال طولكرم شمالي الضفة الغربية، بعدما اعترضت قوّات خاصة أمنية مركبتهم على طريق البلدة الرئيسي، وأطلقت النار عليها بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بحالة حرجة، وآخر بإصابة طفيفة، علماً أن الشبّان الثلاثة لم يطلقوا النار صوب الأجهزة الأمنية.
وبحسب ما ذكرته مصادر محلّية لـ"العربي الجديد"، فإن الشبّان الثلاثة هم: الأسير المحرر يوسف مهنا، والأسير المحرر عاصم أبو لبدة، وبهاء أبو عابد، حيث أصيبوا بالرصاص الحيّ، وجرى نقلهم إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، ثمّ إلى مستشفى الإسراء التخصصي، ثمّ إلى مستشفى رفيديا في نابلس.
هذه التطورات تأتي بعد نحو أسبوع من اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية رئيس قسم الطوارئ في مستشفى جنين الحكومي، قاسم بني غرة، ونقله إلى سجن الجنيد، حيث أشارت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية إلى تعرضه للتعذيب أثناء اعتقاله. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن اعتقال بني غرة جاء على خلفية تقديمه العلاج لشخص لم تُحدد هويته، يُعتقد أنه أحد المصابين خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم جنين بين الأمن الفلسطيني ومقاومين. ولم تصدر الأجهزة الأمنية الفلسطينية أي تصريحات رسمية حول أسباب اعتقال المسعفين أو بني غرة أو الشبان في طولكرم، بينما أثار الحادث انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية.
وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد أكدت، يوم الجمعة الماضي، اعتقال الأمن الفلسطيني عدداً من الممرضين الذين يقدمون العلاج للجرحى، وكذلك الطاقم الطبي التابع لمخيم جنين، بالإضافة إلى إحراق مركبة إسعاف تابعة له.
ولليوم الرابع والثلاثين على التوالي، تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملتها العسكرية على مخيم جنين وسط حصار المخيم، وتندلع اشتباكات مسلحة بشكل متقطع بين مقاومين من كتيبة جنين مع الأجهزة الأمنية. وخلال حملة السلطة العسكرية على مخيم جنين قتل 14 شخصاً بينهم ثمانية من أهالي المخيم أحدهم يزيد جعايصة من قادة كتيبة جنين، والسبعة الآخرون مدنيون بينهم الصحافية شذى الصباغ، فيما قتل ستة عناصر من الأمن الفلسطيني، ونفذت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عمليات اعتقال خلال الحملة.
وبدأت الاشتباكات وحصار المخيم في الخامس من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتصاعدت الأمور بعدما أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الرابع عشر من الشهر ذاته، عن تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية العسكرية "حماية وطن"، بهدف استعادة السيطرة الأمنية في المنطقة.
وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد كتيبة جنين في الخامس من الشهر الماضي، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، وأعقبه عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.