استمع إلى الملخص
- تجربتها في مستوطنة زراعية بالقرب من البحر الميت وتعرفها على الفلسطينيين غيرت وجهة نظرها تجاه إسرائيل ودفعتها للتضامن مع الفلسطينيين.
- تواصل بنجامين نشاطها السياسي والاجتماعي رغم التحديات، متمسكة بالأمل في تغيير سياسات حكومتها وإنهاء الحروب، مستلهمة القوة من تجارب الآخرين.
في نهاية ستينيات القرن الماضي، وصلت إلى ميديا بنجامين هدية غير عادية من فيتنام غيّرت مجرى حياتها، ومنذ تلك اللحظة القاسية لم تفارق الهدية مخيلتها عن الحرب الأميركية على البلد الآسيوي ولاحقاً كل الحروب في عالمنا. إنها اليوم المرأة الأكثر شهرة في مقاطعة واعتراض خطابات ولقاءات المسؤولين الأميركيين خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.
كانت الناشطة اليهودية الأميركية الشهيرة مع عائلتها وهي تترقب بلهفة فتح هدية أرسلها خطيب شقيقتها المجند إجبارياً لخوض الحرب في فيتنام. وكانت الهدية التي نقلها ساعي بريد إلى منزل أسرة ميديا بنجامين في لونغ أيلاند بولاية نيويورك، عبارة عن "أذن بشرية" لمواطن فيتنامي.
تتذكر ميديا بنجامين في حوار أجراه معها "العربي الجديد" بمنزلها في العاصمة واشنطن، تفاصيل تلك اللحظة، وتقول: "سبق هذه الهدية لشقيقتي بضعة خطابات شهرية، تسربت الكراهية داخلها، الرسائل ازدادت غرابة وكراهية للمواطنين في فيتنام. في هذه الرسالة الأخيرة اقترح على أختي أن تأخذ هذه الأذن وتضعها قلادةً وتذكاراً حول رقبتها. فكرتُ وقلت: "يا إلهي! كيف يمكنهم أن يأخذوا هذا الشاب الذي كان طالباً جيداً وعضواً في فريق كرة القدم، وهو شاب أميركي حقيقي لا يكره أحداً، ويحولوه إلى الوحش الذي يكره شخصاً ما لدرجة أن يقطع أذنه ويعتقد أنها هدية قيّمة وتذكار".
أتظاهر ضد الحروب الأميركية منذ 50 عاماً. سافرت في أنحاء العالم لكنني أدركت أن التغيير يجب أن يتم من الداخل.
تغيّرت حياة ميديا بنجامين منذ تلك اللحظة إلى الأبد، وأدركت، كما تقول، أن "الحرب تحوّل الناس إلى بشر قبيحين وعنيفين للغاية". ثم بدأت وجهة نظرها في السياسة الخارجية للحكومة الأميركية تتغير. "تعلمت أيضاً أنه لا يمكن الوثوق بحكومتي، لأنه لم يكن لدينا أي سبب لمحاربة فيتنام، لم يكونوا يهاجموننا، وكانت الدعاية حول تلك الحرب أننا إذا لم نوقف الشيوعية في فيتنام، فسنواجه الشيوعية هنا في الداخل، لذلك تعلمت أن أكون ضد الحرب، وألا أصدق ما تقوله لي حكومتي".
فتحت تلك اللحظة لها الأبواب والطرق لما يجب أن تفعل في حياتها. كانت مجرد طفلة مراهقة في الثانوية العامة، لم تختبر بعد مباهج الحياة عندما بدأت القراءة عمّا يحدث في العالم والولايات المتحدة، والاحتجاجات التي بدأها بعض المشاهير مثل الملاكم محمد علي كلاي، والأميركيون الذين ذهبوا إلى شيكاغو للتظاهر ضد الحرب، ورغم صغر سنّها أنشأت مجموعة مناهضة للحرب في مدرستها الثانوية، وبعد ذلك انضمت في الجامعة إلى مجموعة مناهضة للحرب اسمها "طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي". تقول: "قمنا بجميع أنواع الاحتجاجات والإغلاقات، وتواصلنا مع الناس على المستوى الوطني، وكانت تلك هي البداية".
منذ الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تقود ميديا بنجامين البالغة من العمر 71 عاماً، دراجتها في معظم أيام الأسبوع من منزلها في العاصمة الأميركية واشنطن، مرتدية "تيشيرت" وردي اللون (لون منظمة كود بينك التي شاركت في تأسيسها) يحمل شعار "أوقفوا إطلاق النار"، وتذهب إلى مكاتب أعضاء الكونغرس لتطالبهم بوقف الإبادة الجماعية ووقف إطلاق النار في غزة، وتسألهم عن الأطفال والمدنيين الأبرياء الذين يموتون كل يوم، وتطالب بوقف تمويل إسرائيل، وتقاطع بعض الجلسات مع آخرين. كذلك شاركت في مئات الفعاليات التي شهدتها العاصمة الأميركية في الأشهر الماضية للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.
زرت غزة 6 مرات والتقيت عائلات فقدت أبناءها ورأيت تدمير المستشفيات والمنازل
في مرحلة مبكرة من حياتها، درست بنجامين الصحة العامة في الجامعة، ثم الاقتصاد، في محاولة لفهم المزيد عن السياسة والعالم، وحصلت على الماجستير من جامعة كولومبيا في نيويورك. سافرت حول العالم وعملت في الأمم المتحدة ثم استقالت في نهاية الثمانينيات. كذلك انخرطت في الحراك من أجل العدالة الاجتماعية مثل مكافحة المصانع المستغلة للعمال، لكنها كانت دائماً مناهضة للحرب. تقول: "كلما كانت هناك حرب جديدة تشارك فيها حكومتي، كنت أحاول إيقافها. في الثمانينيات عندما كانت الولايات المتحدة متورطة بشكل كبير في حروب في أميركا الوسطى، وكانت ترسل قوات عسكرية وتقاتل حكومات، انخرطت في الحركة المناهضة للحرب هناك، لقد عشت لبضع سنوات في كوبا، لأنني اعتقدت أنها دولة تحاول القيام بالأشياء بشكل مختلف".
أمضت ميديا بنجامين سنوات عديدة في السفر والتعلم، ثم أدركت، كما تروي، أن أهم شيء بالنسبة إليها باعتبارها مواطنة أميركية هو العودة والعيش في الولايات المتحدة والعمل على محاولة تغيير الحكومة في بلادها. تقول: "في منتصف الثمانينيات عندما سافرت في جميع أنحاء أميركا اللاتينية وأفريقيا وأماكن في آسيا أيضاً، أدركت أن حكومتي كانت قوة لتدمير آمال الكثير من الناس حول العالم عندما قاموا بالثورات، لذلك فهمت أن التغيير يبدأ من الداخل، وبدأت بالانخراط في الحراك في الولايات المتحدة، في محاولة تغيير سياسات حكومتي".
بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، شاركت ميديا بنجامين في تأسيس منظمة جديدة سُمّيت كود بينك، وهي منظمة نسائية ضد الحروب، ولكن تشجع الرجال على الانضمام إليها، وبعد عامين بدأت التظاهر لبضعة أشهر ضد غزو العراق، قبل اعتقالها خلال قيادتها مسيرة إلى البيت الأبيض في مارس/ آذار 2003. وتقول: "قمنا بمظاهرات شارك فيها مئات الآلاف، لكننا لم نتمكن من إيقاف تلك الحرب، والمفارقة أن العديد من الأكاديميين ومراكز الأبحاث والصحافيين الذين كانوا يكتبون عن امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل أو الأكاذيب الأخرى لدفع الحروب، ما زالوا يُعتبرون مشهورين حتى يومنا هذا، ويجري التعامل معهم على أنهم أشخاص يستحقون الاستماع إليهم والحصول على النصائح منهم".
“I am a nurse practitioner from New York and I feel like this is the least that I can do to show solidarity for the children of Gaza, the healthcare workers of Gaza, seeing the conditions of medical facilities over there, it’s an abomination and we all need to do more.”
— Medea Benjamin (@medeabenjamin) May 31, 2024
This… pic.twitter.com/YRQgEwgEaz
وتضيف: "العراق لم تكن له علاقة بالحادي عشر من سبتمبر، كان لأفغانستان ارتباط أكبر بقليل، وحتى مصر والسعودية كان هناك أفراد منهما شاركوا في الهجوم. لم يكن هناك أشخاص من العراق، لكن أشخاص في الدوائر الحكومية الأميركية كانوا يريدون دائماً التخلص من صدام حسين، لذا اختلقوا كذبة الأسلحة النووية". وأشارت ميديا إلى أن 14 امرأة من منظمة كود بينك ذهبن إلى العراق قبل الغزو، واجتمعن مع مفتشي أسلحة الدمار الشامل، الذين أبلغوهن إنه لا توجد أسلحة دمار شامل هنا.
تتحدث بحسرة وهي تتذكر عدد الوفيات في حرب العراق: "لم نستطع إيقاف حكومتنا، التقينا نساء هناك، وكنّ يسألنَ: كيف يمكن حماية أطفالنا". ومنذ تلك الحرب تعيش ميديا بنجامين في واشنطن. تحكي عن مشاعرها في العمل ضد الحروب، وعن ألمها مما تفعله الحكومة الأميركية، "عندما نرى كل الأكاذيب والأشخاص الذين لا يهتمون إلا بالسلطة وأنفسهم في العاصمة، ونرى ما نسميه المجمع الصناعي العسكري، والشركات الكبرى التي تبيع الأسلحة والتي تجني الكثير من المال، وتحصل على عقود حكومية كبيرة، ويعيشون في قصور كبيرة في فيرجينيا، ندرك أنه جهاز ضخم يجني المال من قتل الناس، ونتساءل: هل يمكننا تغيير ذلك؟ إنه أمر محبط لأننا نعمل بجد كل يوم، ومع ذلك لا نرى نهاية في الأفق، ولكننا نعلم أنه سيأتي يوم عندما ينهض الشعب الأميركي ويقول: لا نريد إنفاق تريليون دولار على الجيش، لا نريد أن نهمل احتياجات الناس، ولا نريد نظام رعاية صحية رديئاً ونظام تعليم رديئاً، لذلك أعتقد أن التغيير لا بد أن يأتي، لأن هذا المسار سيؤدي إلى إفقار هذا البلد في مرحلة ما".
امرأة عذبها الجيش الأميركي علمتني أن الإحباط ترف لا نستطيع تحمله
وعن لحظات الإحباط في حياتها، وما إذا شعرت في لحظة ما أنها لا تستطيع تغيير أي شيء، تتوقف، لتجيب بحسم، بأن ذلك لم يخطر لها قَطّ "لأن أحد الأشياء التي تعلمتها في وقت مبكر في حياتي، كان خلال إجراء مقابلات مع امرأة في هندوراس ألقى الجيش الأميركي القبض عليها وتعرضت للتعذيب، وكانت كل مرة وكل يوم تستمر في المقاومة والتنظيم، فقلت لها: ألا تكتئبين؟ ألا تريدين أن تستسلمي؟ فردّت قائلة: "هذا ترف لا نستطيع تحمّله لأن الولايات المتحدة غير عادلة، ووجودها يزداد قوة هنا"، ولذا أفكر طوال الوقت في أن الاستسلام ترف لا أستطيع تحمّله، نعم أنا محظوظة، لكن الطرف المتلقي لسياستنا، لا يمكنه تحمل الاستسلام. يبدو الأمر كما لو أن الناس في غزة الآن لا يستطيعون الاستسلام. إنهم يقعون ضحايا كل يوم".
سافرت ميديا منذ أشهر إلى تركيا للمشاركة في أسطول الطوارئ الذي كان من المقرر أن يسافر لتقديم المساعدات إلى غزة، بمشاركة نحو 800 راكب من 30 دولة، غير أنّ الأسطول مُنع من السفر في النهاية بعد تهديدات إسرائيلية.
لكن سبق لها أن وصلت إلى غزة بالفعل في أكثر من زيارة خلال السنوات الماضية، واحدة منها في عام 2014، "لقد زرت غزة حوالى ست مرات، وكانت تجربتي دائماً حزينة للغاية، لأنها كانت بعد غزو إسرائيلي ما. عندما ذهبت على سبيل المثال في عام 2014، بعد مقتل أكثر من ألف شخص، قلت: يا إلهي! هذا أمر مروّع للغاية، فما بالكم بما يحدث الآن بعد 8 أشهر من الإبادة الجماعية وقتل عشرات الآلاف؟ التقيت كل مرة عائلات فقدت أحباءها، ورأيت منازلهم مدمرة والمستشفيات مدمرة، لقد رأيت الدمار الهائل الذي أحدثه الإسرائيليون".
واجبي كيهودية وأميركية أن أفعل شيئاً من أجل مواجهة اضطهاد الفلسطينيين
إلا أنها تملك ذكريات جيدة رغم المآسي التي عاينتها في القطاع المحاصر: "لقد ذهبنا في اليوم العالمي للمرأة، كان يوم 8 مارس/ آذار، بدعوة من الأمم المتحدة وسألنا: ما الذي يجب أن نحضره لنساء غزة؟ وقالوا: سنُعدّ مائة هدية من الأشياء التي من شأنها أن تجعلهم يشعرون بالسعادة، مثل الأوشحة والصابون والشامبو والأشياء ذات الرائحة الحلوة، لذلك جهّزنا مجموعات الهدايا، وذهبنا ووزعناها في جميع أنحاء غزة، وكان ذلك وقتاً رائعاً لمحاولة حثهن على نسيان الحرب والقمع، والحصول على يوم على الأقل يحتفل فيه بعضنا ببعض بوصفنا نساء".
ميديا بنجامين.. طفولة في مستوطنة إسرائيلية
نشأت ميديا بنجامين في عائلة يهودية، وكان والداها، كما تقول، من كبار المؤيدين لإسرائيل، لكنها سلكت نهجاً آخر عندما تعرّفت إلى القضية الفلسطينية بينما كانت تقطن مستوطنة زراعية قرب البحر الميت، شرقي الضفة الغربية المحتلة. وتقول: "عندما كنت في المدرسة الثانوية، أرسلني والداي للعيش في مستوطنة زراعية على البحر الميت، وكنا نستيقظ في الصباح ونذهب إلى الحقول ونعمل، وكنت سعيدة بذلك، لكن كان هناك عرب يعيشون في مكان قريب، وقيل لي: لا تتحدثي معهم، إنهم قذرون، ولئيمون، ويكرهون اليهود، وكنت فضولية، لذلك ذهبت والتقيتهم ووجدت أنهم ودودون، حيث رحبوا بي وأرادوا التكلم باللغة الإنكليزية معي، وأعدّوا الطعام الذي شاركوه معي، ومنذ ذلك الوقت بدأت أتساءل: لماذا الإسرائيليون عنصريون إلى هذا الحد؟ وبدأت أسمع وجهة النظر العربية والفلسطينية عن مصادرة أراضيهم، وجعلني ذلك أعيد التفكير في كل ما تعلمته عن إسرائيل".
معاملة الفلسطينيين الودودة معي في الضفة الغربية غيرت وجهة نظري عن إسرائيل
ولاحقاً، اتضحت الصورة لدى بنجامين أكثر فأكثر عن مدى اضطهاد الشعب الفلسطيني، "صار لدي اقتناع بأن واجبي ليس فقط بوصفي أميركية حكومتها تموّل الحكومة الإسرائيلية، بل أيضاً بوصفي يهودية، أن أفعل شيئاً من أجل فلسطين بعد كل هذا".
وأصبحت ترفض بالمطلق فكرة العيش في إسرائيل، رغم أنها تستطيع الاستفادة من كونها يهودية في الحصول على منزل مجاني أو أرض مجانية، مثلما يفعل أميركيون آخرون. وتقول: "لا أريد أن أعيش هناك أبداً، ولا أستطيع أيضاً لأنني أشعر بالألم عندما أنظر إلى المجتمع الإسرائيلي، وأعرف أن الأغلبية توافق على ما تفعله حكومتهم في غزة، كذلك فإنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن تاريخ فلسطين ومعرفة المزيد عن الظروف التي يعيشونها، بالإضافة إلى تصالحهم مع استيلاء المستوطنين على أراضي الأهالي التاريخية وهدم منازلهم ومعاملتهم بهذه الطريقة المهينة"، وتوضح في الوقت نفسه أنها حظرت بالأساس من دخول إسرائيل بسبب مواقفها السياسية.
وتشير إلى أن آخر مرة ذهبت فيها إلى إسرائيل، كانت في 2018، قبل منعها من الدخول بعد ذلك الوقت. وشاركت لاحقاً مع مجموعتها في تظاهرات ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذهبت إلى الضفة، وشاركت في احتجاجات مع أشخاص كانوا ينظمون تظاهرات أسبوعية ضد التوغل الإسرائيلي في قراهم، والتقت أفراداً في جيش الاحتلال الإسرائيلي غادروا الخدمة وأسسوا مجموعة أطلقوا عليها "كسر الصمت"، وهي منظمة تنشط حالياً في توثيق انتهاكات الاحتلال. وتقول إن الجيش الإسرائيلي اعتقلها مع آخرين ورحّلهم.
الأمن المصري اعتدى علي في 2014 ورفض إسعافي وأعاني من إعاقة في يدي بسببهم
ورداً على سؤال عن القبض عليها بسبب مشاركتها في التظاهرات، تقول: "أُلقي القبض عليّ عشرات المرات في أميركا، لكن أسوأ مرة كانت في مصر عام 2014، حيث اعتُدي عليَّ، وأُعانِي من إعاقة بسببها حتى اليوم، ولا أستطيع فرد ذراعي للأعلى بالكامل، حيث أُلقي القبض عليّ في مطار القاهرة لأنني كنت ذاهبة إلى غزة، واحتجزوني طوال الليل، وفي اليوم التالي قلت إني أريد الاتصال بالسفارة الأميركية، فتجاهلوا طلبي ودفعني أحدهم بقوة واعتدى عليّ وأصبت بكسر في الذراع وخلع في الكتف، وأخذوا وشاحي ووضعوه في فمي، وجاء الإسعاف وطلب نقلي فوراً إلى المستشفى، إلا أنهم رفضوا وقالوا: لن تذهبي إلى غزة، وستُرحَّلين الآن، ووُضعتُ على متن طائرة تركية، ولحسن الحظ كان هناك جراح على الطائرة، أعاد ذراعي إلى موضعها، ولكن ما زلت أعاني بسبب ما حدث معي".
تعيش ميديا بنجامين اليوم مع أفراد عائلتها، ولديها ابنتان و4 أحفاد، لكن رغم رغبتها في قضاء المزيد من الوقت معهم، إلا أنها تصرّ على مواصلة نشاطها، وتقول: "أنا أكبر أفراد العائلة الآن. دائماً يشعرون بالقلق بشأن ما أفعله، ويعتقدون أنه يجب علي أن أستريح وألا أضع نفسي في مواقف خطيرة، وفعلاً أتمنى قضاء المزيد من الوقت، لكنني أنظر إليهم وأفكر في الأمهات والجدات الأخريات اللواتي ليس لديهن أحفاد، ولا يستطعن قضاء الوقت معهم، أو اللواتي يعيش أحفادهن في خيام دون طعام، لذا لا أستطيع أن أحصل على راحة بينما أعلم أن الآخرين يعانون كثيراً".