أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم الأربعاء، استعداد الدوحة لاستكمال دورها في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي الإيراني.
وقال الأنصاري، الذي كان يتحدث في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية من نيويورك، حيث تعقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة: "إن هناك اتفاقاً بين جميع الأطراف على استمرار الدور القطري في هذا الشأن".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعرب، أمس الثلاثاء، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، عن أمله أن تؤدي صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران إلى "خلق بيئة أفضل" للتوصل إلى اتفاق كامل بشأن القضية النووية، وأي قضية أخرى عالقة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاتفاق يمكن أن يمثل تقارباً في العلاقات الأميركية الإيرانية، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "لا أستطيع أن أدّعي أن هذا سيؤدي إلى التوصل إلى اتفاق نووي، لكنه سيوفر بالتأكيد بيئة أفضل"، وأضاف: "ما حدث كان في الواقع لَبِنَة كبيرة لإعادة بناء الثقة بين البلدين".
من جهته، أضاف الأنصاري في الإحاطة الإعلامية اليوم أن "التحديات ما زالت كبيرة والطريق ما زال طويلاً للتوصل إلى اتفاق أكبر في ما يخص الملف النووي الإيراني"، واصفاً العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بـ"المعقدة"، خصوصاً بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات على طهران.
ولفت المسؤول القطري، في معرض رده على سؤال لـ"العربي الجديد"، إلى استمرار الوساطة القطرية في الملف النووي الإيراني "بالتنسيق مع الشركاء في سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي"، وتحدث عن "جولات مقبلة من المفاوضات غير المباشرة" بين واشنطن وطهران.
وبيّن الأنصاري أن هناك "تفاهمات لتجزئة القضايا الخلافية وتحويلها إلى ملفات أصغر يسهل التعامل معها، خصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية على إيران، والأموال الإيرانية المجمدة، لتسهيل إحراز تقدم في المفاوضات، يمهد لاتفاق أكبر مستقبلاً".
وعمّا تردد عن حوار إقليمي بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، قال الأنصاري: "هناك تطورات إيجابية في ملف العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، وأيضاً ثمة تطورات إيجابية في الملف النووي الإيراني، خصوصاً بعد صفقة تبادل السجناء، بوساطة قطرية، والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، وتحويلها إلى البنوك في قطر. وهذه التطورات قد تدفع دول المنطقة إلى الدخول في حوار إقليمي، لكن حسب علمي، لا يوجد حتى الآن اجتماع إقليمي مجدول للقاء مع إيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
مساعدات لليبيا
في سياق آخر، أعلن الأنصاري انطلاق الطائرتين، الخامسة والسادسة، اليوم الأربعاء، من الدوحة إلى بنغازي في ليبيا، ضمن الجسر الجوي القطري لنقل مساعدات طبية وغذائية للمتضررين من كارثة الفيضانات التي ضربت درنة بالأخص.