استمع إلى الملخص
- التأجيل جاء لضمان فترة دعائية كافية ولتأمين مشاركة المنظمات الدولية في مراقبة الانتخابات، وسط رفض محلي ودولي واسع لإجراء الانتخابات من قبل الإدارة الذاتية.
- الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية، التي تأسست في 2013 وتسيطر على ثلث مساحة سورية، تواجه تحديات دولية وإقليمية، بما في ذلك الرفض الأمريكي والتركي لإجراء الانتخابات، مع تأكيد تركيا على رفض أي تهديدات لوحدة أراضيها.
أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية، اليوم الخميس، تأجيل موعد انتخابات البلديات التي كانت مقررة الأسبوع المقبل. وقالت المفوضية، في بيان، إن "التأجيل كان استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية التي طالبت بالتأجيل بموجب كتب رسمية"، مضيفة أن الانتخابات ستُجرى في شهر آب/ أغسطس المقبل.
وبررت المفوضية قرارها بضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية، ولتأمين المدة اللازمة لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير الانتخابات، موضحة أن الأحزاب التي طالبت بتأجيل الانتخابات هي مجلس سورية الديمقراطية (مسد)، تحالف الشعوب والنساء من أجل الحرية، قائمة معاً لخدمات أفضل وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي.
وكانت الإدارة الذاتية قد أصدرت ما سمّته "العقد الاجتماعي"، في ديسمبر/ كانون الأول 2023، وهو بمثابة دستور مصغر للمناطق التي تقع تحت سيطرتها، وأسّس لإجراء الانتخابات البلدية في شرق سورية.
وأعلنت أطراف عديدة محلية وإقليمية ودولية رفضها تنظيم الإدارة الذاتية لانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها، وأعلن المجلس الوطني الكردي مقاطعته لهذه الانتخابات، ورفضت هيئة التنسيق والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الاعتراف بنتائجها، في حين يرفض النظام السوري أيضاً أي انتخابات تجري دون إشرافه.
وعلى الصعيد الدولي، أبدت الولايات المتحدة رفضها لقرار الإدارة الذاتية إجراء هذه الانتخابات، وقالت السفارة الأميركية في دمشق إن "واشنطن حثّت الإدارة الذاتية على عدم المضيّ في الانتخابات بالوقت الحالي"، وأكدت أن الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوافرة بشمال شرق سورية.
كذلك صعدت تركيا خلال الأيام الأخيرة من هجومها على الإدارة الذاتية، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمة مشاركته في مناورات "إفس 2024" العسكرية في ولاية أزمير، إن بلاده "لن تسمح أبداً للتنظيم الانفصالي (حزب العمال الكردستاني) بإنشاء دويلة إرهاب في الجانب الآخر من حدودها الجنوبية شماليّ سورية"، مضيفاً: "عندما يتعلّق الأمر بوحدة أراضي بلادنا وأمن شعبنا، فإننا لا نستمع لأحد ولا نخضع لأي تهديدات، هي ضد سلامة الأراضي التركية والسورية".
وتأسّست الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية، وأبرز مكوناتها حزب الاتحاد الديمقراطي، في 2013 لإدارة المناطق التي سيطرت عليها "وحدات حماية الشعب الكردية" التي أصبحت في 2015 الثقل الرئيسي لقوات "قسد"، وتسيطر الإدارة الذاتية اليوم على نحو ثلث مساحة سورية، فهي تسيطر على قسم كبير من محافظة الرقة، بما فيه مدينة الطبقة الاستراتيجية، إضافة إلى شريط القرى على الضفة الجنوبية من نهر الفرات الممتد من قرية شعيب الذكر غرباً، إلى قرية كسرة شيخ الجمعة شرقاً. كذلك تسيطر على كامل ريف دير الزور الشرقي، شمال نهر الفرات الغني بالنفط، إضافة إلى معظم محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، التي تضم أكبر حقول النفط، والتي تُعَدّ المصدر الرئيسي لتمويل هذه القوات، فضلاً عن سيطرتها على منطقة منبج غرب نهر الفرات ومنطقة تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي.