تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أهداف القمة الثلاثية التي جمعت، أمس الإثنين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت في شرم الشيخ، مشيرةً إلى أنها "تمحورت حول تطويق إيران وبناء تحالف إقليمي ضدها يشمل أيضاً تركيا".
وفيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية العامة أن اللقاء كان قد خطط له، ولكن لم يعلن عنه مسبقاً، قالت صحيفة "هآرتس" إن بينت وصل، أمس الإثنين، إلى مصر في زيارة غير مجدولة.
وقالت القناة (13) العبرية إن القمة ضد إيران، وقد جاء عقدها على خلفية الاتفاق النووي الإيراني، وأن هناك تعاوناً مشتركاً إقليمياً ودولياً بين السيسي وبينت.
كذلك، أكد موقع وصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن لقاءات شرم الشيخ تهدف إلى تطويق إيران، ومحاولة تجنيد تركيا لهذه الغاية في ظل تحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، أخيراً.
وبحسب التعبير الذي استخدمه موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن لقاء شرم الشيخ هو "جزء من هندسة إسرائيلية شاملة لتطويق الإيرانيين"، وهي تشمل كل القوى الإقليمية بما فها تركيا وتتم بدعم أميركي.
وبين أن اللقاء في شرم الشيخ جاء مدفوعاً بمخاوف كل من إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، من التداعيات المحتملة لتوقيع اتفاق نووي جديد مع إيران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، ويتضمن ذلك رفع الحرس الثوري عن قائمة المنظمات الإرهابية.
وذكر أن "الولايات المتحدة تعتزم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية"، مقابل تعهد علني من إيران بوقف التصعيد في المنطقة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن القمة الثلاثية هدفت أيضاً إلى تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية والإمارات في ظل قرار الإدارة الأميركية، أخيراً، عدم اعتبار جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن جماعة إرهابية.
وأضافت أن من بين الأهداف تجنيد مصر لموقف أكثر تماثلاً مع الموقف الأميركي في الأزمة الأوكرانية.
تكريس دور إسرائيل في المنطقة
ومقابل الأهداف المعلنة التي ذكرها موقع "يديعوت أحرونوت" وتناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، وتحدثت عنها أيضاً مصادر مصرية، هناك حديث عن "استعداد إسرائيل للقيام بالوساطة بين الإمارات والسعودية وإدارة بايدن بما يخدم مصالحها".
وبحسب محللين إسرائيليين، فإن من الواضح أن التحركات الأخيرة، لا سيما بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع 4 دول عربية، وبانتظار انضمام العربية السعودية لها، فإن إسرائيل تحاول أخذ مكانة "وسيط إقليمي" مقبول لدى أطراف عربية واسعة.
ولتحقيق هذا الدور تستفيد إسرائيل، بحسب المحللين، من إقصاء القضية الفلسطينية عن مفاوضاتها وعلاقاتها مع الدول العربية سواء في الخليج أو الأردن ومصر.
ووفقاً للمحللين، فإن إسرائيل تكثّف نشاطها مدعومة بغطاء أميركي، للعب دور الوساطة كما في حالة السعودية والإمارات، حول مسألة تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة، وغير عربية مثل حالات الوساطة أو طلب الدعم الإسرائيلي من إثيوبيا في ملف سد النهضة.
واللافت أنه منذ تهافت الدول العربية على طلب الود الإسرائيلي، بعد اتفاقيات أبراهام عام 2020، انقلبت موازين الثقل للدول العربية التي كانت تضغط على الولايات المتحدة، مسلحة بالنفط وقوتها الاقتصادية، للضغط على دولة الاحتلال، لتصبح أسيرة "للمكانة المميزة" لدولة الاحتلال لدى الولايات المتحدة.
وتعزز هذا التوجه الذي عكس على نحو خاص اتجاه السودان الذي كان مُقاطعاً أميركياً، لكن اختلف الحال بعد انضمامه لاتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، كذلك تحرك المغرب لاستعادة العلاقات مع إسرائيل مقابل وعد وتعهد أميركي بدعمه في نزاع الصحراء.