أعلنت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أن وزراء التكتل أقروا حزمة جديدة من العقوبات على إيران، تزامناً مع إعلان كل من بريطانيا والولايات المتحدة عقوبات جديدة على كيانات وأفراد شاركوا في قمع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد بعد مقتل الشابة مهسا أميني.
وأوضحت الرئاسة السويدية في تغريدة على "تويتر": "أقر الوزراء حزمة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف من يقودون القمع. يدين الاتحاد الأوروبي بقوة الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة من جانب السلطات الإيرانية في مواجهة المتظاهرين السلميين"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وقالت مصادر لـ"رويترز" الأسبوع الماضي، إن وزراء خارجية التكتل يعتزمون إضافة 37 اسماً إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للأفراد والكيانات الخاضعين لعقوبات، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في إيران، خلال اجتماعهم اليوم.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد تحدث قبل الاجتماع اليوم، عن أن التكتل لا يمكنه إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية إلا بعد صدور قرار من محكمة في الاتحاد يفيد بذلك.
ودعا البرلمان الأوروبي، الأسبوع الماضي، الاتحاد، إلى إدراج الحرس الثوري على قائمة الكيانات الإرهابية، واتهمه بأنه مسؤول عن قمع الاحتجاجات داخل إيران، وعن تزويد روسيا بطائرات مسيّرة.
وقال بوريل للصحافيين، قبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل: "هذا الأمر لا يمكن أن يصدر به قرار من دون محكمة، قرار من المحكمة أولاً. لا يمكنك أن تقول أنا أعتبرك إرهابياً لأنك لا تعجبني".
ولفت إلى أنه ينبغي على محكمة في دولة عضو بالاتحاد الأوروبي أن تصدر إدانة قانونية ملموسة، قبل أن يمكن للتكتل نفسه التحرك في هذا الشأن.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قبيل الاجتماع، إن بلادها ترحب بجهود يبذلها قادة الاتحاد الأوروبي لإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية.
وأضافت: "ما زلنا نرى في إيران نظاماً وحشياً ضد شعبه. إن النظام الإيراني والحرس الثوري يرهبان شعبهما يوماً بعد يوم".
وأتى قرار البرلمان الأوروبي في فترة من التوتر المتزايد بين طهران وبروكسل، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران، واتهام الغربيين لإيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة استخدمتها ضد أوكرانيا.
بريطانيا تفرض عقوبات بسبب "القمع الوحشي"
كذلك، فرضت بريطانيا، اليوم الاثنين، عقوبات على المزيد من الأفراد والكيانات الإيرانية؛ بسبب ما قالت إنه "قمع وحشي" بحق الشعب الإيراني، بما يتضمن حملة أمنية شرسة على احتجاجات مناهضة للحكومة وإعدام البريطاني الإيراني علي رضا أكبري، أخيراً.
وشملت العقوبات تجميد أصول نائب المدعي العام الإيراني، أحمد فاضليان، الذي قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه مسؤول عن نظام قضائي غير عادل يستخدم عقوبة الإعدام لأغراض سياسية.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، في بيان "من صدرت عقوبات بحقهم اليوم، من الشخصيات القضائية التي تستغل عقوبة الإعدام لأغراض سياسية، إلى أفراد عصابات يعتدون بالضرب على المحتجين في الشوارع، هم في صميم القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد الشعب الإيراني".
وأضاف "وجهت بريطانيا وشركاؤنا رسالة واضحة من خلال هذه العقوبات، مفادها بأنه لن يكون هناك ملاذ لمرتكبي أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان".
There can be no hiding places for human rights violators.
— James Cleverly🇬🇧 (@JamesCleverly) January 23, 2023
Alongside our global partners, we are imposing further sanctions on the Iranian regime.
We’re targeting those responsible for oppressing the Iranian people.https://t.co/Z9xZlo6IYs
وخرجت احتجاجات واسعة النطاق في إيران منذ سبتمبر/أيلول، إثر وفاة شابة كردية إيرانية هي مهسا أميني، وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق التي تفرض قواعد الملبس الصارمة المطبقة في إيران على النساء.
كما تشمل العقوبات التي فرضتها بريطانيا، اليوم الاثنين، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري، ونائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين نجات، وكذلك مليشيات الباسيج، ونائب قائدها سالار أبنوش.
ويقدّر قوام الحرس الثوري بنحو 125 ألفاً، ويضم وحدات بحرية وجوية وبرية. ويقود الحرس أيضا مليشيات الباسيج، وهي قوة شبه عسكرية مؤلفة من متطوعين تستخدم عادة في قمع أي احتجاجات مناهضة للحكومة.
كما فرضت عقوبات على مؤسسة الباسيج التعاونية المرتبطة بمليشيا الباسيج، ونائب قائد قوات إنفاذ القانون الإيرانية قاسم رضائي.
وتكون بريطانيا بذلك قد فرضت 50 عقوبة جديدة بحق إيران منذ وفاة أميني، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية.
أميركا تفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب قمع الاحتجاجات
بدورها، فرضت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الإثنين، عقوبات على المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإسلامي الإيراني ومسؤولين كبار في الجمهورية الإسلامية، مما يزيد الضغط على طهران بسبب قمعها للاحتجاجات.
وهذه الخطوة، التي اتخذت بالتنسيق مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي، هي أحدث رد من واشنطن على حملة القمع الإيرانية في مواجهة الاضطرابات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق في سبتمبر/ أيلول.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إنّ خطوة اليوم تستهدف "ركيزة اقتصادية رئيسية للحرس الثوري الإيراني، والتي تمول الكثير من القمع الوحشي للنظام، وكذلك مسؤولين أمنيين كبار ينسقون حملة القمع التي تنفذها طهران على المستويين الوطني والإقليمي".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك حتى الآن على طلب للتعليق.
ووصفت وزارة الخزانة المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني بأنها تكتل اقتصادي أنشأه كبار المسؤولين في الحرس الثوري لإدارة استثماراته والتواجد في قطاعات الاقتصاد الإيراني.
واتهمت الخزانة الأميركية المؤسسة بأنها صارت "منبعاً للفساد والكسب غير المشروع"، وقالت إن الأموال التي تقدمها دعمت المغامرات العسكرية للحرس الثوري الإيراني في الخارج.
واستهدفت هذه العقوبات أيضاً خمسة من أعضاء مجلس إدارة المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، ونائب وزير المخابرات والأمن، وأربعة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في إيران، وفقاً لوزارة الخزانة.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية بريان نيلسون، في بيان، "سنواصل، مع شركائنا، محاسبة النظام الإيراني ما دام يعتمد على العنف والمحاكمات الصورية وإعدام المتظاهرين وغير ذلك من وسائل القمع لشعبه".
وتجمد هذه العقوبات أي أصول في الولايات المتحدة للمستهدفين، وتمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم. ويواجه من ينخرط في معاملات بعينها مع هؤلاء الأشخاص عقوبات أيضاً.
والسبت، حذّر الحرس الثوري الإيراني، الاتحاد الأوروبي، من ارتكاب "خطأ" إدراجه على القائمة السوداء للمنظمات "الإرهابية".
وقال قائد الحرس اللواء حسين سلامي إن على الأوروبيين "تحمّل العواقب في حال أخطأوا"، وذلك في تصريحات أوردها موقع "سباه نيوز" التابع للحرس، هي الأولى له منذ قرار البرلمان الأوروبي. وأضاف "أوروبا لم تتعلم من أخطائها الماضية، وتعتقد أنها بهذه البيانات يمكنها أن تهز هذا الجيش العظيم المليء بقوة الإيمان والثقة والقدرة والإرادة".
وشدد سلامي على أن الحرس "لا يقلق على الإطلاق من تهديدات كهذه (...)، لأنه كلما يعطينا أعداؤنا فرصة للتحرك، نتحرك بشكل أقوى".
(رويترز، العربي الجديد)