أطلق الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عملية طويلة الأجل لتوسيع الكتلة بضم ألبانيا ومقدونيا الشمالية إلى عضويته.
ومن المرجح أن تستغرق عملية توسيع الكتلة لتصبح أكثر من 27 دولة عدة سنوات، وكلا البلدين مرشح محتمل بالفعل منذ 19 عاماً. ورغم المماطلة، حافظت دول غرب البلقان على آمالها في الانضمام إلى أهم كتلة تجارية في العالم.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين لرئيسي وزراء ألبانيا، إيدي راما، ومقدونيا الشمالية، ديميتار كوفاشيفسكي: "اليوم، تبدأ ألبانيا ومقدونيا الشمالية مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي. هذه اللحظة التاريخية هي ثمار لنجاحكما، ونتيجة لعملكما الدؤوب".
من جهته، قال راما "ليست هذه بداية النهاية، بل نهاية البداية"، مقتبسا تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرتشل للدلالة على الصعوبات الكثيرة التي لا يزال يتعيّن على البلدين تخطّيها.
والإثنين، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إطلاق مفاوضات انضمام ألبانيا ومقدونيا الشمالية غداة توقيع بروتوكول بين سكوبيي وصوفيا أزال آخر العراقيل التي كانت تحول دون ذلك.
وفي العام 2018 وافقت سكوبيي على تغيير اسم البلاد من مقدونيا إلى مقدونيا الشمالية في إطار تسوية لخلاف طويل الأمد مع أثينا، ما مهّد الطريق أمام انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.
لكن أبواب الاتحاد الأوروبي بقيت مغلقة من جراء اعتراض بلغاريا على انضمام مقدونيا الشمالية بسبب خلافات تاريخية وثقافية قديمة.
وأعاق موقف بلغاريا إطلاق مفاوضات انضمام ألبانيا بسبب ربط الاتحاد الأوروبي المسارين.
"انطلاقة جديدة"
وأشاد راما بـ"العمل الذي أدّته فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون" خلال رئاستها الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة من سكوبيي وصوفيا.
وفي مداخلة مطوّلة بالمقدونية ومن ثم بالإنكليزية، قال رئيس الوزراء المقدوني "إنها انطلاقة جديدة" لمنطقة غرب البلقان و"ستكون مرادفة للازدهار والتقدم".
وردّت وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة بشؤون أوروبا لورانس بون قائلة "نحن سعداء لتمكننا من المساعدة والمساهمة في ذلك".
وتابعت "مع الحرب (الدائرة في أوكرانيا) من المهم للغاية أن نتمكن من مواصلة لم شمل عائلتنا الأوروبية".
من جهتها، أشارت الوزيرة الألمانية لشؤون أوروبا آنا لورمان إلى أن "المراحل المقبلة ستُفتح ما أن يتم تبني التعديلات الدستورية" في مقدونيا الشمالية.
وفي إطار التسوية التي تم التوصل إليها، تعهّدت سكوبيي خصوصاً بتعديل دستورها، لكن العملية قد تكون شائكة.
ومن شأن الاتفاق مع بلغاريا أن يتيح، من بين أمور أخرى، أن تصبح اللغة المقدونية إحدى اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي.
ويتوقّع أن تكون مفاوضات الانضمام طويلة الأمد، علما أن الانضمام يتطلّب موافقة كل الأعضاء، وأحيانا تنظيم استفتاء.
ويتعين على البلدان المرشّحة التقيّد بالتزامات على صلة بالانضمام واعتماد اقتصاد سوق مستدام ومواجهة الضغوط التنافسية داخل الاتحاد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق مفاوضات انضمام صربيا إلى التكتل في العام 2014 ومونتينيغرو في العام 2012.
أما تركيا فملف انضمامها مفتوح منذ العام 1999 لكن المحادثات متوقفة منذ العام 2019 بسبب نهج رئيسها رجب طيب أردوغان وخلافات دبلوماسية مع اليونان وأعضاء آخرين.
وعدلت آلية الانضمام في العام 2019، لتصبح أكثر تحفيزاً، لكنها تلحظ إمكان "عكس المسار" و"وضعية السبات" وأيضاً تعليق المفاوضات في حال نشوء مشكلات مع البلد المرشح.
واقترح الاتحاد الأوروبي إنشاء "مجموعة سياسية أوروبية" لضم البلدان المرشحة لنيل العضوية في التكتل والبلدان المجاورة لإتاحة البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفاد مصدر دبلوماسي، لوكالة "فرانس برس"، بأن الاجتماع الأول سيعقد في براغ يومي السادس من أكتوبر/تشرين الأول والسابع منه.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)