يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تكثيف أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى مع اقتراب موسم أعياد سبتمبر/أيلول اليهودية، وأصدرت سلطات الاحتلال أوامر إبعاد للمرابطين في المسجد الأقصى.
وأصدرت سلطات الاحتلال، أمس الأربعاء، أمر إبعاد للمرابطة سماح محاميد، 34 عاماً من مدينة أم الفحم، عن المسجد الأقصى للمرة الثاني على التوالي. كذلك استدعى الاحتلال المرابطة منتهى أمارة، من أم الفحم، للتحقيق، علماً أنّ أمارة كانت قد أُبعِدَت قرابة 15 مرة عن المسجد.
وتنتهج سلطات الاحتلال سياسة إبعاد المرابطات والمرابطين عن المسجد الأقصى ليتسنى للمستوطنين اقتحام الأقصى والتجول في باحاته، ضاربة عُرض الحائط بكل القوانين والاتفاقيات الدولية.
ويتحمل فلسطينيو الداخل مسؤولية الرباط في المسجد الأقصى، في ظل منع الاحتلال لفلسطينيي الضفة وغزة من الدخول والصلاة في الأقصى.
وقال المحامي خالد الزبارقة لـ"العربي الجديد" عن سياسة الإبعاد إنها "انتهاك للقوانين والحقوق الأساسية للفلسطينيين بواسطة الاحتلال الاسرائيلي. الأصل في الموضوع أن الحضور والصلاة والرباط والدخول والخروج بشكل طبيعي من المسجد الأقصى المبارك هو فقط للمسلمين. هذا ما نصت عليه كل الاتفاقيات، سواء الثنائية أو الاتفاقات الدولية الأخرى مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار الزبارقة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يملك صفة السيادة على المسجد الأقصى، فالمسجد واقع تحت الاحتلال، لذلك كل فعل يقوم به منافٍ وينتهك الحقوق الأساسية للفلسطينيين، ومنافٍ للقانون وينتهك القانون بشكل واضح وبشكل مباشر".
وأضاف الزبارقة: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال المنع والإبعادات وكل هذه الإجراءات التعسفية والعنصرية فرض واقع قانوني جديد على المسجد الأقصى المبارك. نحن أمام مرحلة خطيرة جداً تستهدف بالأساس المسجد الأقصى نفسه والهوية الدينية له. لذلك، يسعى الاحتلال من خلال هذه الإجراءات واستغلال المناسبات الدينية اليهودية لتغيير واقع المسجد الأقصى المبارك وتغيير الهوية الدينية من إسلامية حصرية إلى هوية دينية يهودية".
وقالت سماح محاميد، المبعدة عن الأقصى لـ"العربي الجديد": "يوم أمس جُدِّد إبعادي عن المسجد الأقصى، وأمر إبعادي الأول الحالي ساري المفعول حتى 16 سبتمبر/أيلول، وأُبعِدتُ مرة أخرى لمدة أربعة أشهر حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل".
وتابعت محاميد: "أنا أرابط في الأقصى منذ أربع سنوات بشكل يومي تقريباً، هذا الإبعاد الأخير هو الثامن من السلطات الإسرائيلية، هم لا يريدون وجود للفلسطينيين خلال الأعياد في المسجد". وأشارت إلى أنه "حتى عند اقتحام المستوطنين ممنوع وجودنا في الساحات، هم يقومون بإبعادنا عن مسار المقتحمين".
وقالت المرابطة منتهى أمارة لـ"العربي الجديد": "أنا مرابطة في الأقصى الحمد الله وأُبعِدت قرابة 15 مرة، واستُدعيتُ قبل أسبوع، ومن المتوقع إبعادي مرة أخرى"، وأضافت أنه في السنة الماضية بفترة الأعياد اليهودية أُبعِدتُ أكثر من 400 مرابط.