استمع إلى الملخص
- يطالب المستوطنون بتفكيك "البنية التحتية للإرهاب" في الضفة الغربية، مع التركيز على مخيمات اللاجئين، وإعادة نشر الحواجز العسكرية، معبرين عن عدم ثقتهم في السلطة الفلسطينية.
- يعبر رؤساء المستوطنات عن قلقهم من امتداد العنف، محذرين من تهريب الأسلحة من إيران، ومطالبين بإجراءات صارمة لضمان أمن المستوطنات.
طلبت مجالس المستوطنين من حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهجير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتعزيز الإجراءات الأمنية وتغيير "المفهوم الأمني" السائد في الضفة مستغلة الاقتتال بين "كتيبة جنين" وقوات السلطة الفلسطينية في مدينة جنين ومخيمها، وتراقب حكومة الاحتلال هذه الاشتباكات عن كثب حيث اجتمع، أمس الأحد، كبار قادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، المسؤولة عن الضفة، مع أعضاء مجلس الوزراء الأمني (الكابنيت الأمني) لمناقشة التطورات.
وقال موقع والاه العبري، اليوم الاثنين، إن رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة المحتلة أرسلوا رسالة إلى وزراء "الكابنيت" يحذّرون فيها من تكرار هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى) من داخل الضفة الغربية، مطالبين بإجراء تغيير استراتيجي في مفهوم الأمن فيها، ومتذرّعين بأن إيران تحاول وضع قدم هناك.
وجاء في الرسالة وفق موقع والاه: "للأسف، فإن التواجد الإيراني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) له نتائج على الأرض في شكل مجموعة متنوّعة من العمليات ( التي ينفّذها فلسطينيون ضد أهداف للاحتلال) ذات نتائج صعبة، بالإضافة إلى العديد من المحاولات التي تم إحباطها. الوضع الأمني في يهودا والسامرة ليس قدراً محتوماً، بل هو نتيجة لسياسة بدأت في إطار اتفاقيات أوسلو، لديكم القدرة على تغييرها ومن واجبكم القيام بذلك".
ويطالب رؤساء مجالس المستوطنات بتنفيذ سلسلة من الخطوات من بينها "تفكيك البنية التحتية للإرهاب (على حد تعبيرهم) في يهودا والسامرة (الضفة) من خلال نقل السكان الذين يعيشون في المناطق المعروفة بنشاطات إرهابية"، مع التركيز، حسب قولهم، على مخيمات اللاجئين، وبعد "نقل السكان، يجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب تماماً كما تم في قطاع غزة في العام الأخير" على حد تعبيرهم.
كما طالب المستوطنون في الرسالة بتغيير سياسة الحركة على الطرق من خلال إعادة نشر الحواجز العسكرية بطريقة تجعل من الصعب على منفذي العمليات التنقل في أنحاء الضفة الغربية، مضيفين: "ليس من المنطقي ترك مسألة الحفاظ على أمننا بيد السلطة الفلسطينية. بيد واحدة تحارب الإرهاب ظاهرياً، وباليد الأخرى تمّول الإرهاب وتدفع المال للإرهابيين. لتنظيف الإرهاب، علينا محاربته".
ونقل الموقع خشية يوسي داغان، رئيس مجلس شومرون الاستيطاني، وتحذيراته من امتداد الأحداث العنيفة في البلدات الفلسطينية إلى المستوطنات، وقال داغان إن "كميات الأسلحة ووسائل القتال التي بحوزة إرهابيي السلطة الفلسطينية وحماس لا تصدّق، والجرأة تزداد فقط. نطالب الحكومة بتحديد يهودا والسامرة منطقة أولية يجب التعامل معها فوراً، قبل أن يكون الأوان قد فات".
ويعتبر رؤساء المستوطنات، على غرار تحذيراتهم ما قبل السابع من أكتوبر 2023، أن العمليات التي ينفّذها فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة ضد أهداف إسرائيلية ليست عمليات فردية، بخلاف تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ما يهددهم بهجوم جديد شبيه بعملية طوفان الأقصى، وفق مزاعمهم، ويرون بأن هذه المخاوف تتزايد "مع وجود معلومات" حول جهود إيرانية لوضع قدم في الضفة الغربية المحتلة.
ويشير رؤساء المستوطنات أيضاً إلى إحباط الأجهزة الإسرائيلية عمليات تهريب سلاح من إيران إلى الضفة الغربية، منها عملية تهريب كبيرة قالت السلطات الإسرائيلية إنها أحبطتها الشهر الماضي. ونقل موقع والاه عن رئيس مجلس المستوطنات ( يشاع) ورئيس مجلس بنيامين الاستيطاني ، يسرائيل غانتس، أنه ليس متأكداً تماماً من إمكانية استبعاد احتمال أن إيران لم تنجح في تهريب أسلحة إلى الضفة، وقال: "تم ضبط الشحنة (الشهر الماضي)، لكن كم عدد الشحنات التي لم يتم ضبطها؟ نحن لا نعرف. يكفي حتى صاروخ واحد ربما نجحوا في تهريبه إلى البلاد ونحن لا نعرف عنه ومخبأ في منزل شخص ما، لتشكيل خطر على كل طائرة تهبط في مطار بن غوريون".
وأضاف غانتس: "قبل ثلاثة أسابيع من 7 أكتوبر، حذّرنا ونبّهنا مما قد يحدث في يهودا والسامرة. قلنا إنه ليس إرهاب أفراد بل حرب. وصفونا بالمهوسين. ضحكوا علينا. وفي النهاية، ما حذّرنا منه حدث في غلاف غزة. يجب تنظيف المنطقة للحفاظ على حياة مواطني دولة إسرائيل. يجب تحقيق 100% من اليقين. ليس 90% ولا 95%. ليس لدينا إمكانية للخطأ مرة أخرى كما أخطأنا في 7 أكتوبر".
ويذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات اقتحام واسعة ومكثفة في الضفة الغربية المحتلة، خاصة مخيماتها، بدأت قبل شنه الحرب المستمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مئات الشهداء وتدمير واسع للبنية التحتية في عدة مخيمات، كما تعمل حكومة الاحتلال على تعزيز الاستيطان ومخططات الضم في وقت تواصل فيه التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.