الاحتلال يستعد لحرب أوسع في لبنان وقلق في حيفا بعد "فيديو حزب الله

19 يونيو 2024
جندي إسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى 1 نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتصاعد حدة الجدل في إسرائيل مع استمرار المعارك مع حزب الله، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي على تحديث بنك أهدافه والاستعداد لسيناريوهات محتملة تشمل التصدي لهجوم مفاجئ أو شن هجوم واسع النطاق.
- مسيّرة الهدهد التي أطلقها حزب الله تثير قلقاً في إسرائيل، مع تأكيدات الجيش بأنها كانت تحت المراقبة، مما يسلط الضوء على التحديات في التصدي للمسيّرات والتقدم في تطوير تقنيات لاعتراضها.
- حزب الله يصبح التهديد المركزي في الشمال، مما يدفع إسرائيل لإعادة تقييم أولوياتها الأمنية وأهداف الحرب، في ظل انتقادات للسياسة الحكومية الإسرائيلية وتأثيرها السلبي على القرارات العسكرية والوضع الاستراتيجي.

يتصاعد الجدل الإسرائيلي الداخلي مع تواصل المعارك مع حزب الله اللبناني، فيما يواصل جيش الاحتلال استعداداته لأي تطورات قد تطرأ، إضافة إلى تحديث بنك أهدافه في لبنان. ويركّز جيش الاحتلال الإسرائيلي في استعداداته على سيناريوهين اثنين: أولهما التصدّي لهجوم مفاجئ من قبل حزب الله، والأمر الآخر اتخاذ قرار من قبل المستوى السياسي الإسرائيلي لشن هجوم واسع على الحزب. وذكر موقع والاه العبري، اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يعمل على تحديد أدق لبنك الأهداف، وكذلك للذخيرة التي ستستخدم في الطائرات الحربية المعدة للهجوم.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم، مزاعم الجيش الإسرائيلي، بأن مسيّرة الهدهد التي نشر حزب الله فيديو لصويرها منطقة خليج حيفا، كانت قد رُصدت من قبل الجيش، ولم تتسلل دون كشفها من قبل منظومة الدفاعات الجوية، ومع هذا لم تُسقَط، لأن الحديث كان عن مسيّرة تصوير، فيما إطلاق صاروخ اعتراضي كان سيؤدي إلى حالة من الهلع، وربما أيضاً إلى أضرار جراء شظايا الاعتراض. وذكرت مصادر في سلاح الجو لم تسمّها للصحيفة، أنها كانت ستُعتَرَض لو كانت مسيّرة متفجّرة.

قلق في حيفا

وعلى الرغم من أن الحديث عن مسيَّرة تصوير، فإن رؤساء السلطات المحلية في منطقة حيفا قلقون جداً من مقطع الفيديو الذي بُثَّ. ومع هذا، بعثوا رسائل للتهدئة من روع السكان. واعتبر رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، أن حزب الله يحاول من خلال الفيديو "ممارسة إرهاب نفسي على سكان حيفا والشمال"، مطالباً الحكومة بوضع خطة دفاعية مكثّفة عن حيفا وتوفير حلّ عسكري من أجل التخلّص من التهديد في المنطقة الشمالية.

ويعمل الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة على تعزيز قدرات الدفاعات الجوية، أمام الصعوبات التي يواجهها في التصدّي للمسيَّرات، ولا سيما الانقضاضية التي يطلقها حزب الله. وذكرت مصادر أمنية أن هناك نجاحات ليست قليلة في التجارب التي أجريت، وأنه في غضون ثلاثة أشهر سيجري التوصل إلى حل عملياتي تكنولوجي أفضل لعمليات الاعتراض.

حزب الله يتحول إلى تهديد رئيسي

وفي ذات الصحيفة، كتب مراسل ومحلل الشؤون العسكرية رون بن يشاي اليوم الأربعاء، أن حزب الله تحوّل إلى التهديد المركزي، الذي يحرق المنطقة الشمالية ويحتجز عشرات آلاف الإسرائيليين رهائن خارج منازلهم، في إشارة إلى المستوطنات التي أُخليَت، مضيفاً أن على إسرائيل الوصول إلى حسم واضح أمام حزب الله، على نحو يمكّنها أيضاً من استعادة الردع. ويرى أن الوضع الذي خلقه حزب الله في الأشهر الأخيرة في الشمال يحتّم تغيير سلّم الأولويات الأمنية وأهداف الحرب.

وفي صحيفة هآرتس، اعتبر المحلل العسكري عاموس هارئيل، أن إيران تحث حزب الله على استنزاف إسرائيل، فيما تتقدّم هي في برنامجها النووي. واعتبر أن حرب الاستنزاف المتواصلة دون حسم، تعقّد أكثر الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، مع إطالة فترة الحرب ضد حماس وكذلك ضد حزب الله، مضيفاً أن حرب الاستنزاف المتواصلة دون حسم تُفسّر من قبل الكثيرين في إسرائيل، على أنها جزء من خطة إيرانية واسعة وبعيدة المدى لتدمير إسرائيل.

من جانبه، قال الجنرال في الاحتياط إيال بن رؤوبين، في حديث لإذاعة الشمال العبرية اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية، تحوّلت إلى تهديد وجودي حقيقي على دولة إسرائيل. وهاجم سلوك الحكومة بما يتعلق باستمرار المعارك في الشمال، مضيفاً أن الحكومة تعمل عكس ما يجب القيام به دون وجود اتجاه سياسي.

واعتبر أن الجيش الإسرائيلي لديه جميع الأدوات للتفكير الاستراتيجي حول ما يجب القيام به، في لبنان، ولكنه يتأثر بسياسة رخيصة. وأوضح أنه في الوقت الذي يصرّح فيه الجيش بحاجته إلى كل القوات في الشمال، تواصل الحكومة الحديث عن "النصر المطلق" (في غزة)، متسائلاً: "إلى متى؟"، وأشار إلى أن ذلك يقود إلى تدهور الوضع في الشمال أكثر فأكثر.

واعتبر أن جيش الاحتلال قوي لدخول حرب في لبنان، ولكن لديه أيضاً مشاكل، وإذا توقفت الحرب في غزة وحُوِّلَت القوات إلى الشمال، "فسيكون بالإمكان التوصّل إلى تسوية في لبنان بقيادة الولايات المتحدة، وحتى لو اندلعت حرب واسعة وأُبعِد حزب الله 10 كيلومترات عن الحدود. ففي نهاية المطاف سنتوصل إلى تسوية مع دولة لبنان".