أسفرت المواجهات العنيفة التي اندلعت الأربعاء مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عن سقوط ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى، إضافة لجملة من الاعتقالات التي تمّت في غالبية محافظات الضفة الغربية، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية من انفجار الأوضاع جراء التصعيد الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب عمر محمد عليان (20 عاماً) بعد إصابته برصاصة (حيّة) في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال خلال العدوان على بلدة سلواد شمال شرقي رام الله.
وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، أن ست إصابات بالرصاص الحيّ وصلت إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله من بلدة سلواد، كانت منها إصابة متوسطة في الكتف، وأربع إصابات في الأطراف السفلية، وإصابة في اليد.
كما استشهد طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة حوسان غربيّ بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية.
وقال الناشط طه حمامرة لـ"العربي الجديد"، إن الطفل قصي فؤاد محمد حمامرة (14 عاماً) أصيب خلال تلك المواجهات التي اندلعت على حاجز عسكري تقيمه قوات الاحتلال داخل بلدة حوسان.
وأشار حمامرة إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص من مسافة صفر باتجاه الطفل، ما أدى إلى إصابته واستشهاده.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة سلواد التي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى البلدة، تزامنت مع مواجهات أخرى عنيفة اندلعت في بلدة بيرزيت شمالي رام الله، أثناء انسحاب قوات الاحتلال من بلدة كوبر المجاورة شمال غربي رام الله، حيث كانت قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، استشهاد الشاب محمد حسن عساف (34 عاماً) إثر إصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام قبر يوسف شرقي نابلس.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الشهيد هو محامٍ في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
واندلعت، ليلة الأربعاء، مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب حاجز قوات الاحتلال في بيت إيل، عقب اعتداء قوات الاحتلال على مشاركين بمسيرة انطلقت من وسط رام الله، تنديداً بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خصوصاً في محافظة جنين.
كذلك أُصيب أربعة فلسطينيين بجروح بالرصاص الحي في تجدد المواجهات مع الاحتلال في بلدة حوسان غربي بيت لحم، عقب استشهاد الطفل محمد حمامرة في القرية.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، مساء الأربعاء، في منطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل دون وقوع إصابات.
عشرات الإصابات في مخيم العروب
وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العروب شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال بمساندة قوات خاصة إسرائيلية، الأربعاء، الطالب الجامعي مصعب حنايشة، بعد مداهمة منزله في بلدة قباطية جنوبي جنين شمالي الضفة، وهو مطارد للاحتلال منذ فترة، كما اعتقلت شابين من بلدة كفر راعي جنوبي جنين، وشابًا من بلدة جبع جنوبي جنين، بحسب ما أكده مدير "نادي الأسير" الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد".
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مدينة قلقيلية شمالي الضفة، وأسيرًا محررًا من مدينة البيرة، وشابًا من بلدة عوريف جنوبي نابلس، وشقيقين من بلدة اللبن الشرقية جنوبي نابلس، وثلاثة شبان من مدينة جنين.
الرئاسة الفلسطينية تحذر من انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة
تعقيبا على موجة التصعيد الإسرائيلي، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، إن "الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية زعزعة الاستقرار، عبر انتهاجه سياسة التصعيد المتمثلة في عمليات القتل اليومية المدانة ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وشدد أبو ردينة على أن "هذه السياسة الاستفزازية الإسرائيلية تدفع بالأمور نحو التصعيد، والوضع أصبح خطيراً وحساساً، ويتجه بشكل متسارع نحو التدهور، ما لم يكن هناك تدخل دولي عاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية".
وتابع أبو ردينة: "عمليات القتل المنفلتة التي تتم بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي وصلت حصيلتها منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم إلى 37 شهيداً، وغيرها من ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني تتطلب توفير الحماية الدولية بشكل عاجل، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وعدم الاكتفاء بسياسة الشجب والاستنكار، لأن الأمور ستصل إلى مرحلة الانفجار التي لا يمكن التكهن بنتائجها".
فصائل غزة تعلن التعبئة العامة دفاعاً عن الأقصى
من جانبها، أعلنت الفصائل الفلسطينية، مساء الأربعاء، التعبئة العامة في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس المحتلة والمسجد الأقصى، مع دعوة الجماهير للبقاء في أعلى درجات الجهوزية للتصدي للمخططات الإسرائيلية.
وقالت الفصائل الفلسطينية عقب اجتماعها الذي عقدته في مكتب قائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، إن الفصائل كافة وغرفة العمليات المشتركة ستكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات واتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وطالبت الفصائل، الجماهير الفلسطينية في القدس والضفة والداخل المحتل بالزحف الكبير لأداء صلاة الجمعة 14 رمضان في المسجد الأقصى والرباط فيه.
ودعت إلى "أوسع تحرك شعبي ضد الاحتلال وسياساته"، و"الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة مع العدو إلى مراجعة حساباتها، والتوقف أمام ضميرها وتاريخها" و"الكفّ عن سياسة التحالف مع العدو وتوفير الغطاء له".