شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها في مناطق جنوب مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة، وتحديداً في بلدات حوارة وبيتا وعينابوس، التي يعيش فيها نحو 180 ألف فلسطيني، وذلك على خلفية إصابة جنديين إسرائيليين بجراح في عملية إطلاق نار وقعت في بلدة حوارة مساء السبت.
وشهدت بلدة حوارة ثلاث عمليات إطلاق نار استهدفت مستوطنين وجنوداً في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر فقط، فيما صعّد المستوطنون من هجماتهم في البلدة والقرى المحيطة، بها رداً على العمليات، فضلاً عن تعزيز جيش الاحتلال لقواته وإجراءاته بحق الفلسطينيين في المنطقة.
وفي السياق، أغلقت قوات الاحتلال معظم الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة نابلس، وفرضت على أصحاب المحال التجارية الواقعة على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة، إغلاق أبوابها، عدا عن نصب بوابات إلكترونية على الطريق الفرعي الواصل بين حوارة وقرية عينابوس القريبة، وكذلك على مدخل بلدة بيتا إلى الجنوب منها.
وتنتشر قوات الاحتلال بشكل مكثف على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة الذي يمتد لنحو ثلاثة كيلومترات، فيما يعتدي الجنود باستمرار على المارة وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية، عدا عن اعتقال نحو عشرة منهم.
وتتعمد الشرطة الإسرائيلية ملاحقة المركبات الفلسطينية وتحرير مخالفات مرورية بمبالغ مالية كبيرة.
من جانبه، قال أمين سر حركة "فتح" في حوارة كمال عودة لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعاقب نحو 180 ألف فلسطيني يقطنون 19 تجمعاً سكنياً جنوب نابلس، مشيراً إلى تعمد الاحتلال تقطيع أواصر تلك البلدات والقرى من خلال إغلاق مداخلها بالسواتر الترابية ووضع المكعبات الإسمنتية.
وأكد أن هذه الإجراءات دفعت المواطنين إلى سلوك طرق بديلة تحتاج إلى وقت يصل إلى أضعاف الوقت الذي يمر فيه سالك الطريق المعتاد، وتابع: "الطريق التي كانت تحتاج 10 دقائق فقط، اليوم قد تحتاج لساعتين دون مبالغة".
وشدد على أن الاحتلال ينفذ سياسة العقاب الجماعي بأدق تفاصيلها، وتابع: "الاحتلال يشدد إجراءاته في أوقات الذروة في شهر رمضان، وخصوصاً في موعد الإفطار"، مشيراً إلى أن آلاف المواطنين اضطروا إلى الإفطار على الحواجز العسكرية الإسرائيلية بعد أن منعهم الاحتلال من المرور.
وطاولت الإجراءات الإسرائيلية المناطق الشرقية مثل بلدتي بيت دجن وبيت فوريك، وغرباً مثل قرية دير شرف، حيث أغلق الاحتلال الحواجز العسكرية الموصلة إليها، وسط فرض إجراءات مشددة.
من جهته، قال الناشط السياسي مناضل حنني لـ"العربي الجديد"، إن "معاناة المواطنين على الحاجز العسكري لم يسبق لها مثيل، وتكاد تكون المنطقة الوحيدة في الضفة الغربية التي تعيش هذه المعاناة التي لا تتوقف منذ أكثر من عشرين عاماً".
ويضيف حنني: "دوماً يغلق الاحتلال الحواجز حال وقوع عملية، لكن هذا الأمر لا ينطبق علينا، فهو يغلقه معظم أيام السنة دون أي حجة. والأسوأ من ذلك أننا أصلاً بعيدون عن موقع العملية في حوارة، ومع هذا فالاحتلال يتعمد التضييق علينا والتلاعب بأعصابنا عبر إغلاق الحاجز وفتحه وفق مزاج الجنود المتمركزين عليه".
هجمات للمستوطنين على حوارة
إلى ذلك، يقول الصحافي عبد الرحمن ضميدي وهو من حوارة، لـ"العربي الجديد"، إن نحو خمسين مستوطناً تحت حماية جيش الاحتلال اعتدوا، مساء الاثنين، على المنازل في الحي الشمالي لحوارة، وأحرقوا شاحنة وكسروا زجاج عدد من المطاعم، ما أوقع عدداً من الإصابات.
وأشار ضميدي إلى أن معظم المستوطنين المهاجمين هم من "شبيبة التلال" الذين يقطنون المستوطنات المقامة على الجبال المحيطة بجنوب نابلس، مثل مستوطنتي يتسهار، وبراخا، كذلك فإن أغلبهم يحملون السلاح الناري وأسلحة بيضاء، كالسكاكين والعصي.