أعلن الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، أنه تمكن من اعتقال أربعة فلسطينيين من قرية سيلة الحارثية في الضفة الغربية المحتلة، بزعم أنهم من نفذوا عملية إطلاق النار على مركبة لمستوطنين قرب البؤرة الاستيطانية، حومش، وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين كانا معه في السيارة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ناطق بلسان الجيش قوله إن الأشخاص اعتقلوا في بيوتهم في قرية سيلة الحارثية، وإن الجيش عثر على السلاح الذي استُخدِم في العملية، مضيفاً أن الأربعة لم يقاوموا عملية الاعتقال.
ووفقاً لموقع "هآرتس"، فإن الجيش يشتبه في أنّ اثنين من المعتقلين هما من أمرا بعملية إطلاق النار باتجاه مركبة المستوطنين، الخميس الماضي، فيما قدّم اثنان آخران من الربعة المساعدة لهما.
وبيّن موقع "هآرتس" أن اثنين من المعتقلين الأربعة شقيقان، ويدعيان عمر وغيث جرادات، يبلغ عمر أحدهما 20 عاماً، والثاني 17 عاماً.
حركة "الجهاد" تعلن مسؤوليتها عن العملية
بموازاة ذلك، أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي"، مسؤوليتها عن العملية، مشيرة إلى أنها كانت رداً على عملية استشهاد جميل كيال الذي قتله جنود الاحتلال في نابلس الأسبوع الماضي. ولفت الموقع إلى أن عمّ الأخوين المذكورين، صلاح جرادات، كان ناشطاً في "الجهاد الإسلامي" في جنين، وقُتل برصاص جيش الاحتلال عام 2003.
ونقل الموقع عن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت قوله بعد عملية الاعتقال إنه "على "كل مخرب" (التسمية الإسرائيلية لعناصر المقاومة)، أن يعلم أنه يعيش على وقت مستقطع، ولا يمكن الاختباء طوال الوقت. الإرهاب لن ينتصر علينا ولن يحركنا من أماكننا".
وأشارت الصحيفة إلى أن بينت ورئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار كانا في غرفة العمليات التي أقامها "الشاباك"، وتابعا عملية اقتحام القرية واعتقال الفلسطينيين الأربعة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وحدات من الجيش ووحدة مكافحة الإرهاب وجهاز "الشاباك"، شاركت في عملية الاعتقال. وادعى الجيش أن بعض الأسلحة التي ضُبطَت استُخدمت في عمليات سابقة أيضاً.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال اقتحمت فجراً بلدة السيلة الحارثية، ودهمت بشكل سريع منازل لعائلة جرادات، ثم اعتقلت أربعة من أبناء العائلة، وكسرت وخرّبت محتويات المنازل.
ووفق المصادر، فإنه اعتُقِل كلّ من: محمد يوسف جرادات، وإبراهيم موسى طحاينة، ومحمود غالب جرادات، وكذلك طاهر أبو صلاح، والشاب غيث أحمد ياسين جرادات وشقيقه عمر.
من جانبه، قال أسد جرادات لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال معززة بقوات خاصة، حاصرت منزلنا، وبدأت بإطلاق قنابل الصوت والرصاص، ثم اقتحمت المنزل، وأجرت فيه تفتيشاً وخراباً، ثم اعتقلت شقيقيَّ غيث وعمر، وحققت معهما ميدانياً.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عبد الرحمن صلاح يعقوب من مخيم جنين، في أثناء مروره على حاجز للاحتلال قرب بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.
في هذه الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد سرور من مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والشاب سعيد بكر من بلدة قراوة بني زيد شمال رام الله.
142 إصابة حصيلة مواجهات برقة
على صعيد آخر، أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل في تصريح صحافي، بأن حصيلة المواجهات في محافظة نابلس أمس السبت، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال التي شهدتها بلدة برقة شمال نابلس شماليّ الضفة الغربية، كان بينها 142 إصابة، بينها 22 إصابة بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و116 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و3 إصابات بالحروق، إضافة إلى إصابة الطبيب عماد أبو جيش من متطوعي الهلال الأحمر حينما كان يسعف مصابي برقة، فيما أشار جبريل إلى إخراج ثلاث عائلات في برقة من منازلها، بسبب إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشهدت بلدة برقة، خلال اليومين الماضيين، اعتداءات من قوات الاحتلال والمستوطنين، ووقعت مواجهات خلال تصدي الأهالي لتلك الاعتداءات.
إلى ذلك، أفاد جبريل بأنه جرى التعامل في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الليلة، في بلدة بيتا جنوب نابلس، مع خمس إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وعولج المصابون ميدانياً.