هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، منزلين وعدداً من المنشآت التجارية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة (وسط الضفة)، وأخطرت بهدم مسجد ونفذت عمليات اعتقال في مناطق أخرى.
ووسط مواجهات مع قوات الاحتلال أعقبت عملية هدم منزل وستة محال تجارية في مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، انتقلت قوات الاحتلال إلى ضاحية السلام القريبة من المخيم، حيث قامت جرافات بلدية الاحتلال في القدس بهدم منزل قيد الإنشاء يتاخم الشارع الرئيس شرق العيسوية والمؤدي إلى مستوطنة "معاليه أدوميم".
وكانت جرافات بلدية الاحتلال هدمت، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، منزلاً وعدداً من المحال التجارية تعود للمواطن صبحي محمد حمود بذريعة البناء دون تراخيص، واعتدت على عدد من أفراد العائلة الذين أجلتهم وأبعدتهم بالقوة من المنزل ومحيطه، كما لم تسمح لهم بإخراج الكثير من المنزل على ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، صاحب المنزل.
وأشار حمود إلى أنّ طوقاً عسكرياً فرض على المنطقة، حيث انتشر عشرات جنود الاحتلال على أسطح المنازل المجاورة وفي الطرقات المؤدية إلى المنزل.
يذكر أن مخيم شعفاط الذي يقطنه قرابة 60 ألف نسمة يتبع إشرافاً وإدارة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، في حين لم تعد سلطات الاحتلال تولي هذه المسؤولية للوكالة الدولية أي اهتمام، وترافق ذلك مع تعزيز التواجد الشرطي والمؤسساتي داخل المخيم وفي محيطه.
وكان المخيم شهد في العقدين الأخيرين حركة بناء كثيفة فرضتها الزيادة الطبيعية في أعداد السكان، وانتقال مئات الأسر الفلسطينية من مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة إليه جلها تنتظر موافقة وزارة داخلية الاحتلال على طلبات شمل لأسرهم كانوا تقدموا بها منذ أواخر الثمانينيات، في حين جمدت سلطات الاحتلال هذه الطلبات بعد اندلاع الانتفاضة الثانية بادعاء أنّ عدداً من العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية انطلقت من هناك، ترافقت أيضا مع بناء مقطع من جدار الفصل العنصري وتحويل المدخل الرئيس للمخيم من ناحية الغرب إلى حاجز عسكري ثابت يشابه حاجز قلنديا العسكري.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن مخيم شعفاط، كان قد أنشئ في العام 1965 بموجب اتفاق بين "أونروا" ووزارة الإنشاء والتعمير الأردنية لإيواء مئات الأسر الفلسطينية التي كانت تقطن حارة الشرف، أو ما تعرف الآن بالحي اليهودي بالقدس القديمة والمتاخمة للمسجد الأقصى.
ويتحدر معظم سكان المخيم من مدن وبلدات وقرى في فلسطين المحتلة عام 1948 مثل اللد والرملة، ومن بلدات وقرى من محافظات الضفة نزحوا من مناطق سكناهم بعد تهجيرهم منها في العام 1967 مثل محافظة الخليل.
في مقابل عمليات الهدم المتصاعدة التي يشهدها مخيم شعفاط تتكثف أعمال البناء والتوسع الاستيطاني في محيطه
وفي مقابل عمليات الهدم المتصاعدة التي يشهدها المخيم، تتكثف أعمال البناء والتوسع الاستيطاني في محيطه حيث مستوطنات "بسغات زئيف"، و"نيفي يعقوب"، و"عناتوت"، وعلى تلال حي الزعيم، حيث أنشأ الاحتلال هناك قاعدة عسكرية ضخمة لحرس حدوده تعرف بقاعدة الكتيبة، والتي يعهد إليها بحماية طرق المستوطنات في شرق القدس.
في سياق آخر، هدمت جرافات الاحتلال اليوم، منزلاً مكوناً من غرفتين سكنيتين في منطقة واد الأعور جنوبي الخليل جنوبي الضفة، يعود للمواطن بلال العجلوني، بحجة البناء بدون ترخيص ووقوعه في منطقة مصنفة "ج"، وفق ما أفاد به منسق اللجان الشعبية والوطنية في جنوب الضفة راتب الجبور، في تصريحات صحافية.
إلى ذلك، أخذت قـوات الاحـتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، قياسات مسجد أبو بكر الصديق الواقع على الشارع الرئيسي في قرية بير الباشا جنوبي جنين شمالي الضفة دون أسباب معروفة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن رئيس المجلس القروي في بير الباشا يحيى القادري.
اعتقال 12 فلسطينياً
وفي سياق الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، (12) مواطناً فلسطينيا من الضفة بينهم صحافي وفتية ومُسن.
وأوضح "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان صحافي، أنّ ثلاثة فتية جرى اعتقالهم من مخيم العروب بالخليل جنوبي الضفة، واعتقل مواطن آخر من مدينة الخليل، ومواطنان من بلدة الرماضين بالخليل وهما: الشيخ نواف سرحان الزغارنة (68 عاماً) ونجله محمد (43 عاماً).
ومن نابلس شمالي الضفة اعتقل الاحتلال الصحافي والمخرج عبد الرحمن ظاهر، وشاباً آخر من نابلس، فيما جرى اعتقال شاب من قرية الجديدة جنوبي جنين شمالي الضفة، ومواطن آخر من مخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة، ومواطنين اثنين من رام الله وسط الضفة.