أوصى ممثلو الادعاء الأميركي، أمس الخميس، بأن يحاكم الرئيس السابق دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020 ما يهدد ترامب بمحاكمة بارزة قبل أيام من بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وتتهم وزارة العدل الملياردير، البالغ 77 عاماً، بالتآمر مع مساعديه للضغط بشكل غير قانوني على المسؤولين الحكوميين المحليين وعلى المستوى الوطني، وجعل نشطاء الحزب يشهدون بطريقة احتيالية على انتصارات ترامب الوهمية في عدة ولايات فاز بها جو بايدن.
وقال المدّعي الخاص، جاك سميث، في طلب قضائي لبدء المحاكمة في الثاني من كانون الثاني/يناير إن "تاريخ المحاكمة المقترح من قبل الحكومة يمثل توازناً مناسباً بين حق المدعى عليه في إعداد دفاعه واهتمام الجمهور القوي بإجراء محاكمة سريعة في القضية".
ورد ترامب، الذي يواجه دعاوى قضائية تتعلق بسلوك إجرامي قبل وأثناء وبعد رئاسته، بسرعة على هذا الطلب في منشور غامض ندد فيه بما وصفه بـ"التدخل في الانتخابات"، وأكد ترامب أن "هذه الاتهامات المزيفة ضدي لم تنزل من السماء. جاءت من الرئيس الأكثر فساداً في تاريخ الولايات المتحدة، من أجل تزوير وسرقة انتخابات أخرى".
وسميث الذي عمل سابقاً كمدع لجرائم الحرب في لاهاي، وجه الاتهامات إلى ترامب الأسبوع الماضي بـ"التآمر ضدّ الدولة الأميركيّة" وعرقلة إجراء رسمي وانتهاك الحقوق الانتخابيّة.
وتشير لائحة الاتّهام، التي جاءت في 45 صفحة، خصوصاً إلى وجود "مشروع إجرامي" وتتّهمه بتقويض أسس الديمقراطيّة الأميركيّة من خلال محاولة تغيير عمليّة فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أميركي.
والتاريخ المقترح لبدء ما يُتوقع أن تكون واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في تاريخ الولايات المتحدة سيكون قبل أيام من ذكرى السادس من كانون الثاني/يناير 2021، اليوم الذي اقتحم فيه مئات من أنصاره مقر الكابيتول لمنع التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وستحصل المحاكمة أيضاً قبل أسبوعين من انعقاد المؤتمر الحزبي الأكثر أهمية في ولاية أيوا، وهو التصويت الافتتاحي في موسم الانتخابات التمهيدية لدى الجمهوريين.
وتشكل هذه القضية التهديد القضائي الأخطر حتى الآن بالنسبة إلى الرئيس السابق في خضم حملته الانتخابية التي يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض حيث لا زال ترامب المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
ورغم تتالي الدعاوى القضائيّة، لا يزال الملياردير الجمهوري يحتفظ بولاء جزء كبير من حزبه، فهو يُهيمن على استطلاعات الرأي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسيّة.
(فرانس برس)