في وقت تنتظر فيه طهران الردّ الأميركي على تحفظاتها على النص المعروض من الاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي، تصدر إشارات من داخل إيران باتجاه التحضير لهذا الاتفاق، في مقدمتها اجتماعات مكثفة خلال الأيام الأخيرة للجهات المعنية المكلفة بإدارة ملف المفاوضات ورسم السياسات العليا للبلاد تجاه الملف النووي.
وفي السياق، بدأ البرلمان الإيراني، صباح اليوم الأربعاء، اجتماعاً مغلقاً لبحث مستجدات المفاوضات النووية، وإمكانية التوصل لاتفاق مع المجموعة الدولية. ويشارك في اجتماع البرلمان، كلّ من أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، كبير المفاوضين علي باقري كني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي.
ويأتي هذا الاجتماع بعد لقاء أمس الثلاثاء لأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية للبرلمان الإيراني في مجلس الأمن القومي بحضور شمخاني وأمير عبداللهيان وباقري كني، فضلاً عن اجتماع استثنائي آخر لمجلس الأمن القومي، يوم الإثنين الماضي برئاسة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، للتباحث بشأن الأفكار الأوروبية وصياغة الرد الإيراني وإمكانية الاتفاق.
من جهته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، عباس مقتدائي، عقب الاجتماع، إن المفاوضات النووية "قد انتهت"، مشيرا إلى أنه "يجري حاليا العمل على اتفاق".
وأضاف مقتدائي، وفقا لما أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن "إيران قد اتخذت قرارها السياسي وعلى أميركا أيضا أن تتخذ قرارها السياسي، وما إذا كانت تريد القبول بمصالح إيران بالكامل أو أنها تريد كما في السابق النكوث بالعهد".
وتابع البرلماني الإيراني أن بلاده أرسلت ردها على نص الاتحاد الأوروبي "في أقصر زمن ممكن، واليوم على الطرف الآخر أن يبدي الجدية اللازمة وردهم لن يستغرق وقتا كثيرا، وعليهم أن يحسموا مسألة أساسية وهي القبول بما طلبته إيران".
وقال إن "الأوروبيين إذا لم يفعلوا شيئا وتابعوا المسار الاستنزافي (بالمفاوضات) سيتضررون أكثر من غيرهم مع حلول الشتاء".
بدوره، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أبو الفضل عمويي، اليوم الأربعاء، بعد الاجتماع، إن الفريق المفاوض، "مصر على إغلاق مواضيع الضمانات (الخلافات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لكون ذلك ضروريا لديمومة الاتفاق".
وأضاف عمويي، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن "هناك قضايا متبقية بالمفاوضات، نحن تلقينا مقترحا آخر (النص النهائي للاتحاد الأوروبي) وقمنا بالرد عليه، لكن الطرف الآخر لم يرد بعد علينا".
وتابع: "إذا ما وافق الطرف الآخر على مطالب الجمهورية الإسلامية حينئد سيكون هناك اتفاق، أؤكد أننا على طريق الاتفاق، لكننا لم نصل إليه بعد ولا تبعدنا عنه مسافة طويلة. إذا كانت هناك إرادة جادة، سيحصل الاتفاق بشكل سريع للغاية".
وأرسلت إيران، الإثنين، ردها على "النص النهائي" لمنسق الاتحاد الأوروبي، الذي قدمه إنريكي مورا إلى كل من واشنطن وطهران الأسبوع الماضي في نهاية الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية، فيما قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن التكتل يقيِّم ردّ إيران على ما وصفه بمقترحه "النهائي" لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الثلاثاء، أنّ واشنطن تلقت رد إيران على نص الاتحاد الأوروبي وهي تدرسه، بحسب ما ذكر متحدث باسم الخارجية الأميركية.
وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية والتي انعقدت على مدى خمسة أيام قبل أن تنتهي يوم الإثنين في الأسبوع الماضي، قدّم مورا نصاً نهائياً لكل من طهران وواشنطن للموافقة عليه أو رفضه.