أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أنّ "حماس" ما زالت تملك "قدرات كبيرة" داخل غزة، بعد حوالى ثلاثة أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نعتقد أنّ تقليص وتدمير قدرة حماس على تنفيذ هجمات داخل إسرائيل هدف يمكن أن تحقّقه القوات الإسرائيلية".
وأضاف: "يمكن القيام بذلك، عسكرياً"، مؤكداً أنّ الجيش الإسرائيلي قادر على "القضاء على التهديد الذي تشكّله حماس على الشعب الإسرائيلي"، بحسب تعبيره، لكنّه استدرك قائلاً: "هل سيتمّ القضاء على عقيدتها؟ كلا. وهل هناك احتمال بالقضاء على المجموعة؟ على الأرجح كلا".
وردّاً على سؤال عن عدد أعضاء الحركة الفلسطينية "الذين ما زال يتعيّن القضاء عليهم"، قال كيربي إنّ لديه تقديرات لم يشأ الخوض في تفاصيلها.
وقال إن الحركة "ما زالت تملك قدرات كبيرة في غزة".
وأشار كيربي إلى أنها ليست "مجرد مجموعة متنوعة من الإرهابيين"، بل هي مجموعة "منظمة مثل جيش".
لكنّ الإسرائيليين "كان لديهم تأثير في قدرة حماس على القيادة والتنظيم (وقدرتها) على تجديد مواردها، وبصراحة، على قيادة قواتها".
الخارجية الأميركية: لا إبادة جماعية في غزة
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل إبادة جماعية، وذلك بعد أن بدأت جنوب أفريقيا إجراءات قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتعلق بالإبادة بسبب حربها على القطاع الفلسطيني.
وذكر ميلر، في مؤتمر صحافي اعتيادي، أنّ "هذه مزاعم يجب التحقق منها بعناية... نحن لا نرى أي أعمال تشكل إبادة جماعية. هذا ما حددته وزارة الخارجية".
وكان قد سُئل عن طلب جنوب أفريقيا، يوم الثلاثاء، بأن تصدر المحكمة الدولية أمراً عاجلاً يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
وقالت المحكمة إنها ستعقد جلسات علنية يومي 11 و12 يناير/ كانون الثاني بناءً على طلب جنوب أفريقيا. وقالت إسرائيل إنها ستدافع عن نفسها في مواجهة هذه الاتهامات.
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وتدمير جزء كبير من القطاع، وسبّب كارثة إنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال ميلر إنه ليس لديه أي تقييم ليشاركه بشأن ما إذا كانت جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت.
وانتقدت واشنطن، أمس الثلاثاء، وزيرين إسرائيليين لدعوتهما إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة، لكنها قالت إن إسرائيل أكدت لمسؤولين أميركيين أن تصريحاتهما لا تعبّر عن سياستها.
وقال مسؤولون أميركيون إن عدداً كبيراً للغاية من الفلسطينيين قتلوا في الصراع. وحثوا إسرائيل، التي تزودها واشنطن بالأسلحة، على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين المسجلين جراء الهجوم الإسرائيلي وصل إلى 22313 حتى اليوم الأربعاء.
ووصفت إسرائيل قضية الإبادة الجماعية بأنها "لا أساس لها من الصحة" وتقول إن حماس تستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية وتسرق المساعدات منهم، وهو ما تنفيه "حماس".
يأتي ذلك في ظل تزايد المخاوف من احتمال توسّع رقعة الحرب الجارية منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة بعد اغتيال القيادي البارز في الحركة صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)