- التغيير يثير جدلاً واسعاً دون توضيحات محددة من الصدر، لكن قيادات التيار تشير إلى أن الاسم الجديد يحمل أبعاداً وطنية وسياسية قد تؤثر على المشهد العراقي بأكمله وتمهد لعودة الصدر للساحة السياسية.
- ردود فعل متباينة على التغيير، بين ترحيب يعتبره تحدياً لـ"الإطار التنسيقي" وانتقادات ترى في التركيز على الهوية الطائفية مصدراً لتعميق الانقسامات، مع توقعات بتشكيل تحالفات جديدة قد تغير البنية السياسية العراقية.
أثار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية العراقية عقب استبداله اسم "التيار الصدري" بـ"التيار الوطني الشيعي"، وسط تأكيدات أن توجه الصدر سيلقي بظلاله على المشهد السياسي العراقي، في حين رأى سياسيون ومراقبون أن الخطوة تمثل مشروعاً سياسياً جديداً، وأن الصدر استفاد من فشل "الإطار التنسيقي" بإدارة الدولة. ويأتي ذلك فيما تتردد أنباء وتصريحات عن إمكانية عودة التيار إلى العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يخشاه تحالف "الإطار التنسيقي" الذي استفاد من اعتزال الصدر واستطاع تشكيل الحكومة الحالية التي يرأسها محمد شياع السوداني. وحملت وثيقة مذيلة بتوقيع الصدر، بتاريخ أمس الأول الأربعاء، تسمية "التيار الوطني الشيعي" كبديل عن تسمية تيار الصدر السابقة بـ"التيار الصدري".
#التيار_الوطني_الشيعي
— المقدس مرجعي (@mhassn777) April 11, 2024
من أنتم ..؟ pic.twitter.com/vujxZIMPV0
ولم يصدر عن الصدر أي توضيح أو تعليق على خطوته هذه وتوقيتها، وما إذا كانت تمثل بداية للعودة إلى العمل السياسي وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة أم لا. وفي السياق، رأى القيادي في تيار الصدر علي التميمي أن التسمية ستلقي بظلالها على المشهد السياسي في البلاد، وقال في تدوينة له على موقع "إكس": "لم تكن تسمية التيار الصدري مُقنعة للقائد الصدر، ففي كلامه ولقاءاته من بعد التغيير كان يقول: (ما يسمونه التيار الصدري)، وهذه دلالة على عدم رضاه على هذه التسمية، فهو يعتقد أن آل الصدر ليس للصدريين فقط، بل للعراق والعراقيين جميعاً"، مؤكداً أن "إطلاق تسمية التيار الوطني الشيعي لها أبعاد وطنية واجتماعية وسياسية ستُلقي بظلالها على المشهد العراقي برمته".
لم تكن تسمية التيار الصدري مُقنعة للقائد الصدر" أعزه الله" ففي كلامه ولقائاته من بعد التغيير كان يقول : ( ما يسمونه التيار الصدري) وهذه دلالة على عدم رضاه على هذه التسمية،فسماحته يعتقد ان آل الصدر ليس للصدريين فقط بل للعراق والعراقيين جميعاً،واطلاق تسمية #التيار_الوطني_الشيعي لها… pic.twitter.com/jHMGIRKi2V
— د.علي محسن التميمي (@AIi_altamimi) April 11, 2024
من جهته، أكد نائب سابق عن تيار الصدر لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "اختيار التسمية وتوقيتها جاء من قبل الصدر حصراً"، مبيناً أن "التسمية تستوعب القواعد الشعبية للتيار التي تتسع بشكل مستمر، ولا شك أن لها أبعاداً سياسية، وخصوصاً أن الكثيرين من المنتمين للإطار التنسيقي بدأوا بالتخلي عنه والتواصل مع تيار الصدر سعياً للاندماج معه"، ولم يستبعد أن "تكون خطوة الصدر بداية لعمل سياسي مقبل، إلا أن ذلك سيكون بقرار من الصدر حصراً دون غيره"، مؤكداً أن "الأخير يسعى دائماً لمصلحة الشعب، وأنه يتعرض لوساطات ومحاولات من أطراف سياسية تريد الانشقاق عن الإطار والاندماج مع التيار".
من جهته، رحب النائب عن القوى الكردية هوشيار عبد الله بما سماها "عودة الصدريين"، وقال في تدوينة له على موقع إكس: "أُرحب بعودة الصدريين، أتفهم سر تسمية تيارهم الجديد باسم (التيار الوطني الشيعي)، كنوع من التحدي للإطار التنسيقي، رغم أنني ضد التسميات بالهويات الفرعية التي اعتمدت بعد 2003، وساهمت في تفكيك الهوية العراقية الجامعة لصالح هذه الهويات الفرعية، فأهلاً بعودة التيار الوطني".
اُرحب بعودة الصدریین، اتفهم سر تسمیة تیارهم الجدید کنوع من التحدي لـ #الإطار_التنسیقي باسم #التیار_الوطني_الشیعي رغم أني ضد التسمیات بالهویات الفرعیة التي اعتمدت وللأسف بعد ٢٠٠٣ وساهمت في تفکیك الهویة العراقیة الجامعة لصالح هذە الهویات الفرعیة!
— Hoshyar Abdullah. هوشیار عبدالله (@Hoshyarabdullah) April 11, 2024
فأهلاً بعودة التیار الوطني. pic.twitter.com/KBBrfcc6FU
أمّا رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري، فعدّ الخطوة بداية لتشكيل تحالف جديد، وقال: "أطروحة الصدر للتيار الوطني الشيعي جاءت بعد فشل الإطار التنسيقي الشيعي وحكومته في إدارة الدولة، وهي خطوة أولى جامعة للقوى والشخصيات السياسية الشيعية الرافضة لمنهج الإطار التنسيقي"، مؤكداً أن الخطوة "بداية لتأسيس تحالف (وطني) ببرنامج تنفيذي تشريعي بعيد عن التركيبة الحالية بكل شخصياتها.. كأنه (الصدر) يقول وفق أدبياته العقائدية (ومن تخلّف لم يبلغ الفتح)".
اطروحة الصدر للتيار الوطني الشيعي :
— د.احسان الشمري (@Ihssan_Shmary) April 11, 2024
_ جاءت بعد فشل الاطار الشيعي وحكومته في ادارة الدولة.
_ خطوة أولى جامعة للقوى والشخصيات السياسية الشيعية الرافضة لمنهج الاطار التنسيقي.
_ بداية لتأسيس تحالف (وطني) ببرنامج تنفيذي_تشريعي بعيد عن التركيبة الحالية بكل شخصياتها.
كأنه يقول وفق…
وأثارت تسمية "الشيعي" ردود فعل على صفحات التواصل الاجتماعي، وقوبلت بانتقادات من قبل ناشطين ومدونين. وقال الناشط السياسي فراس إلياس: "لم تكن الوطنيات الفرعية يوماً بديلاً عن الوطنية العراقية. الوطنية مفهوم ثابت لا يقبل التجزئة، وأن محاولة جعلها مرادفاً للطائفة، يسمح للآخرين بإعادة تعريف الوطنية ضمن منظورهم الطائفي أيضاً، وبالتالي فإن هذا تحدياً آخر يواجه الهوية العراقية حول أولوية الطائفة والمواطنة في العراق".
لم تكن الوطنيات الفرعية يوما بديلا عن الوطنية العراقية، الوطنية مفهوم ثابت لا يقبل التجزئة، ومحاولة جعلها مرادفا للطائفة، يسمح للآخرين بإعادة تعريف الوطنية ضمن منظورهم الطائفي ايضا، وبالتالي فإن هذا تحدي آخر يواجه الهوية العراقية، حول اولوية الطائفة والمواطنة في العراق.
— فراس إلياس (@FirasEliasM) April 11, 2024
وكان الصدر قد وجه تصريحات سياسية أخيراً، إذ أثنى في منتصف مارس/ آذار المنصرم على ما سماه بـ"تماسك" تياره ووحدته منذ انسحابه من البرلمان في أغسطس/ آب 2022، بعدما حاز مقاعد هي الأكبر بين القوى السياسية، فيما أثنى على القواعد الشعبية للتيار الملتزمة معه. واعتزل الصدر العمل السياسي وسحب نواب كتلته "الصدرية" من البرلمان (76 مقعداً من أصل 329)، في أغسطس/ آب من عام 2022، بعد سلسلة أحداث كبيرة بدأت بتظاهرات لأنصار التيار، انتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة منضوية تحت هيئة "الحشد الشعبي"، وهو ما منح تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى سياسية حليفة لإيران فرصة تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، ومن ثم تشكيل الحكومة، والعمل على توسيع نفوذها على حساب النفوذ الصدري.