تلقت الجالية العربية في بريطانيا، أخيراً، رسالة هي الثانية من رئيس الوزراء ريشي سوناك حول الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك رداً على مطالبات مباشرة من الجالية بتغيير الموقف الرسمي للحكومة البريطانية والذي لا يزال مؤيداً للحرب على القطاع.
سبق أن بدأ "مؤتمر الجالية العربية"، الذي تأسس بمبادرة من "منتدى التفكير العربي" ومنصة "عرب لندن" في لندن منتصف العام الماضي 2023، اتصالات رسمية مع الحكومة البريطانية معبراً عن رفض المواطنين البريطانيين من أصول عربية لموقف الحكومة البريطانية الداعم للاحتلال. ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلى تبني دعوة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، فيما رد سوناك في وقت سابق برسالة هي الأولى التي يخاطب فيها الجالية العربية بشكل مباشر ويشرح فيها تفاصيل الموقف البريطاني مما يجري في غزة.
وتلقى "مؤتمر الجالية العربية" رسالة سوناك الثانية على لسان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد يشرح فيها الموقف البريطاني من الحرب على غزة، حيث أكد فيها "ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى أن "لندن تجري مراجعات مستمرة للتأكد من مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي".
وأضاف سوناك في رسالته إلى الجالية العربية في بريطانيا: "لا أحد يريد أن يرى هذا الصراع يستمر لفترة أطول من اللازم. وهذا يعني التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وقف إطلاق النار الذي سوف يستمر ويمنع جيلاً آخر من الأطفال من العيش تحت التهديد المستمر بالحرب، مع عدم قدرة حماس على السيطرة على السلطة في غزة، وقدرتها على تهديد إسرائيل بالهجمات الصاروخية، وغير ذلك من أشكال الإرهاب".
وأضاف سوناك أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار والرهائن ما زالوا محتجزين. كما أنه قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، نريد أن نرى اتفاقات فورية ومستدامة يتم التوصل إليها، مما يساعد على تهيئة الظروف لسلام دائم".
ولفت سوناك في خطابه إلى الجالية العربية إلى أن بريطانيا زادت من مساعداتها الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وأضاف: "كما تعلمون، فقد ضاعفت المملكة المتحدة التزامها بالمساعدات ثلاث مرات في هذه السنة المالية، وهي تبذل كل ما في وسعها للحصول على المزيد من المساعدات وفتح المزيد من المعابر".
وأضاف: "يجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات فورية، من خلال العمل مع شركاء آخرين، بما في ذلك الأمم المتحدة ومصر، لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير دون عوائق إلى غزة، بما في ذلك السماح بالمساعدات الإنسانية لفترات طويلة، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين. نحن نريد أن نرى إسرائيل تقصر عملياتها على الأهداف العسكرية، وتتجنب قتل وجرح المدنيين وتدمير المنازل".
وقال سوناك إن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، يواصل المناقشة والضغط من أجل اتخاذ الإجراء الذي يجب اتخاذه لزيادة المساعدات لغزة في كل من محادثاته المنتظمة مع نظرائه الإسرائيليين والمصريين والأردنيين واللبنانيين والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وانتهى رئيس الوزراء البريطاني إلى التأكيد بأن "التوصل إلى حل سلمي يحتاج الى أربعة أشياء، وهي: لا بد من وجود حكومة بقيادة فلسطينية في غزة والضفة الغربية؛ وخطة ملموسة للمساعدة في إصلاح ودعم السلطة الفلسطينية؛ وخطة إعادة إعمار ضخمة في غزة؛ والأفق السياسي نحو تحقيق حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين".
يشار إلى أن "مؤتمر الجالية العربية" الذي تأسس في لندن منتصف العام الماضي يضم عدداً من المحامين والصحافيين والأطباء من مختلف الجاليات العربية التي تقيم في بريطانيا، وهو أول مؤسسة تمثل الجالية العربية في بريطانيا والتي ازداد تعدادها مؤخراً، كما أن المراسلات بين المؤتمر ورئيس الحكومة في لندن هي الأولى من نوعها في تاريخ الجالية العربية ببريطانيا، فلم يسبق أن خاطب رئيس الحكومة الجالية بشكل مباشر وموحد.