الجزائر تتجاهل مساعٍ فرنسية وتقرر نقل سفيرها لدى باريس إلى لشبونة.. و سفير جديد لدى القاهرة
استمع إلى الملخص
- **تعيينات دبلوماسية جديدة**: الرئيس تبون عين محمد سفيان براح سفيراً لدى القاهرة وشكيب قايد سفيراً في إيرلندا، بعد شغور مناصب دبلوماسية هامة.
- **تعزيز العلاقات الجزائرية-المالية**: السفير الجزائري الجديد لدى مالي، كامل رتياب، بدأ مهامه مؤكداً على أهمية الشراكة في مجال الأمن والاستقرار بعد حادثة قصف قرية تين زاواتين.
لا تبدو الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا باتجاه الانفراج في وقت قريب، منذ قرار الجزائر خفض تمثيلها الدبلوماسي لدى باريس نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، على الرغم من حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا عن "علاقات استثنائية"، فضلا عن الزيارة الأخيرة لمستشارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، آن كلير لوجوندر، إذ يبرز رغم التطور الأخير تجاهلا جزائريا لهذه المساعي الفرنسية.
ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه باريس خطوة مقابلة من الجانب الجزائري تساعد على تجاوز الأزمة، وإعادة السفير سعيد موسي الذي جرى سحبه من باريس في 30 يوليو/تموز الماضي، عمد الرئيس عبد المجيد تبون إلى تعيين موسي سفيرا للجزائر لدى البرتغال، ضمن حركة دبلوماسية جزئية، ما يعني أن منصب سفير الجزائر لدى باريس بات شاغرا من الناحية الوظيفية والسياسية، وأنه حتى في حال حدثت تفاهمات سياسية بين الجزائر وباريس بشأن تجاوز الأزمة الدبلوماسية، فإن الأمر يتطلب مسار تعيين جديد للسفير من قبل الجزائر ومسار اعتماده من قبل باريس.
والسفير سعيد موسي الذي سحبته الجزائر من باريس، كاحتجاج دبلوماسي، على خلفية تغير الموقف الفرنسي بشأن النزاع في الصحراء، وإعلان باريس دعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، هو نفسه الذي كانت الجزائر قد قررت سحبه من إسبانيا في مارس/ آذار 2022، لنفس السبب، بعد إعلان مدريد دعمها المبادرة المغربية. ويخلف السفير موسي في لشبونة، السفير شكيب قايد الذي عين في إيرلندا، والذي كان قد أشرف على ترتيب الزيارة الناجحة للرئيس تبون إلى لشبونة في مايو/أيار 2023.
وفي نفس السياق، عين الرئيس تبون سفيرا جديدا للجزائر لدى القاهرة، بعد أكثر من أربعة أشهر من شغور منصب السفير. وعين تبون السفير محمد سفيان براح سفيرا للجزائر لدى القاهرة وكمندوب للجزائر لدى الجامعة العربية، حيث كان قد عمل دبلوماسيا في بعثة الجزائر في نيويروك ووزير مستشار ببروكسل، وسفيرا سابقا لدى تشيلي. وأكد بيان للخارجية الجزائرية اليوم الاثنين، أن الحكومة المصرية وافقت على تعيين محمد سفيان براح سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية لدى جمهورية مصر. وبراح هو ثالث سفير يعينه الرئيس تبون في القاهرة في غضون أقل من عام، بعد السفيرين عبد العزيز بن علي شريف، وحسين رابحي، والأخير قضى فترة أقل من أسبوع في منصبه في القاهرة قبل أن يتم إنهاء مهامه بشكل سريع في يونيو/حزيران الماضي.
في سياق آخر، بدأ السفير الجزائري الجديد لدى مالي، كامل رتياب، مهامه رسميا بعد استقباله الخميس الماضي من قبل وزير الشؤون الخارجية المالي عبد الله ديوب، حيث قدم له نسخة من أوراق اعتماده بمناسبة تعيينه سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى جمهورية مالي. وأعرب السفير رتياب خلال اللقاءعلى أهمية الشراكة بين البلدين، خاصة في مجال الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء. وقال -بحسب بيان للخارجية المالية- إن "الجزائر ستواصل دعم مالي في جهودها الرامية إلى استعادة السلام وضمان التنمية المستدامة"، فيما رحب الوزير عبد الله ديوب بالسفير الجزائري الجديد، وأكد مجددا رغبة باماكو في التعاون الثنائي مع الجزائر، الشريك الأساسي في عدة مجالات، وقال إن "العلاقات بين بلدينا قديمة وقوية، ونأمل في مواصلة هذه الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والتنمية في المنطقة"، خاصة وأن مالي والجزائر يتقاسمان حدودا مشتركة ومخاوف أمنية مماثلة.
واللافت أن هذا اللقاء يأتي بعد فترة قصيرة من حادثة قصف طائرات تابعة للجيش المالي، لقرية تين زاواتين التي تقع بمسافة صفر على الحدود الجزائرية، ويعول على السفير الجديد الإسهام في تحقيق انفراجة على صعيد العلاقات بين مالي والجزائر في المرحلة المقبلة، خاصة مع إبداء الجزائر رغبتها الأكيدة في ذلك.