دعا رئيس "حركة مجتمع السلم" في الجزائر، عبد العالي حساني، اليوم السبت، السلطة إلى فتح الفضاءات العامة للسماح للشعب الجزائري بالتعبير عن مساندته لفلسطين، دعماً للموقف الرسمي.
وقال حساني، خلال ملتقى للحركة في وهران غربي الجزائر: "يجب أن تترك للشعب الجزائري فرصة للتعبير عن موقفه بالوقفات والمسيرات الشعبية في الشارع، بما يمكن أن يعزز الموقف الرسمي للدولة الجزائرية ويمثل حماية للجزائر المستهدفة بحكم موقعها ومبادئها الداعمة للقضايا العادلة".
وتحظر السلطات في الجزائر التظاهرات منذ أكثر من عامين لأسباب سياسية تتعلق بالتخوف من عودة الحراك الشعبي.
وأكد رئيس أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر أنّ "التعبير عن الموقف الشعبي هو الحامي للموقف الرسمي الذي يقلق الدول الغربية والإمبريالية العالمية، وليثبت للجميع في العالم أن هذه القضية هي قضية جميع الجزائريين"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يحدث تطوير مستمر للموقف الجزائري الإيجابي من قضية فلسطين وعدم بقائه في مربع الموقف المبدئي مراعاة للتحولات في أرض المعركة، حتى تكون الجزائر فاعلاً مؤثراً لتشكيل محور دولي مساند للقضية وفي الحقل الإغاثي والإنساني".
وكان حساني يلمّح إلى استياء سياسي ومدني في الجزائر من رفض السلطات السماح بتنظيم مسيرات شعبية ووقفات في الشارع، تعبيراً عن دعم الشعب الفلسطيني. ولم تسمح السلطات في الجزائر للأحزاب والجمعيات والنقابات بتنظيم أي فعاليات شعبية في الفضاءات العامة دعماً لفلسطين والمقاومة، عدا مسيرة واحدة نظمتها السلطة بنفسها تحت رعاية "المجلس الأعلى للشباب" و"المرصد الوطني للمجتمع المدني" انضمت إليها الأحزاب والنقابات في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
التظاهرات والتجمّعات لا تزال محظورة في الجزائر
وتحظر السلطات في الجزائر جميع أشكال التظاهرات والتجمّعات في الشارع، مهما كانت مطالبها وأطرافها، منذ ربيع عام 2021، بعد توقف تظاهرات الحراك الشعبي، ويعود سبب منع السلطة في الجزائر للمسيرات والتظاهرات في الشارع في الوقت الحالي، إلى تخوفها من إمكانية عودة تظاهرات الحراك الشعبي.
ويجد الكثير من القوى السياسية والمدنية في الجزائر، حرجاً كبيراً في تفسير الموقف الذي تبديه السلطات إزاء منع التظاهرات في الشارع، على الرغم من الانسجام الكبير بين الموقفين الرسمي والشعبي إزاء القضية الفلسطينية.
وكانت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري لويزة حنون قد أعلنت، الأربعاء، أنها نقلت إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال استقباله لها، الاثنين الماضي، مطلباً سياسياً يتعلّق بالسماح وتمكين الشعب الجزائري من حقه في التظاهرة لأجل فلسطين.