طلبت الجزائر، رسميا، من رئيس الحكومة الفرنسية جون كاستيكس إرجاء زيارة كان مقررا أن يجريها السبت المقبل.
وأعلن اليوم في الجزائر عن طلب تأجيل هذه الزيارة من قبل الحكومة في آخر لحظة، بعد أن كان مقررا أن تخصص الزيارة لعقد أول اجتماع للجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية، التي تم تجميد اجتماعاتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، وتقييم وضع العلاقات الثنائية، خصوصا الاقتصادية منها.
وكان واضحا أن السلطات الجزائرية مترددة إزاء هذه الزيارة وتوقيتها والظروف التي تسبقها من حيث إخفاق البلدين في تحقيق تقدم في معالجة ملف الذاكرة، إذ كان الرئيس عبد المجيد تبون قد وصف، الأحد الماضي، زيارة رئيس الحكومة الفرنسية بأنها "زيارة لن تفضي إلى معجزة، وهي مجرد زيارة تقنية ودورية".
وفهم من هذا التصريح أن الحد الأدنى من الحماسة السياسية في الجزائر إزاء هذه الزيارة غير متوفرة، لكن مراقبين يعتقدون أن تأجيل الزيارة مرتبط بخلفيات سياسية، إذ اختارت السلطة السياسية في الجزائر تجنب أي تأويلات سياسية، أو إثارة أسئلة لدى الرأي العام في الجزائر بشأن توقيت الزيارة وتزامنها مع الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل.
وفعليا، استبقت بعض الأطراف السياسية في الجزائر الزيارة الفرنسية، التي سبقتها زيارة قائد الجيوش الفرنسية اليوم إلى الجزائر، بالخوض في مثل هذا النقاش، والسعي لإعطاء انطباع بوجود ضغوط وإملاءات فرنسية على السلطة الجزائرية بشأن هذه الانتخابات.