الجزائر توفد مبعوثاً خاصاً إلى الرباط لدعوة المغرب للقمة العربية

06 سبتمبر 2022
تساؤلات تُطرَح عن مشاركة المغرب في القمة العربية بالجزائر (Getty)
+ الخط -

ينتظر أن يصل إلى العاصمة المغربية الرباط قريباً، مبعوث جزائري خاص لتسليم العاهل المغربي الملك محمد السادس دعوة المشاركة في القمة العربية المزمع انعقادها بالعاصمة الجزائرية يومي الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأفادت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الثلاثاء، بأن السلطات الجزائرية سترسل مبعوثاً خاصاً لدعوة المملكة المغربية لحضور القمة العربية، وذلك بالتزامن مع توجيه رئيس الدبلوماسية المغربية ناصر بوريط، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ158، المنعقد اليوم الثلاثاء، في القاهرة، رسائل إلى السلطات الجزائرية بشأن انعقاد القمة المقبلة.

وذكرت صحيفة "الشروق" القريبة من صناع القرار في الجزائر، أنه "وفق القاعدة المعمول بها سترسل الجزائر مبعوثاً خاصاً للمملكة المغربية، وهو ما يعتبر واجباً أخلاقياً وسياسياً يستلزم معاملة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة، لأن الأمر لا يتعلق بالعلاقات الثنائية، بل بعلاقات متعددة الأطراف".

وقالت الصحيفة إنه "بهذا تكون الجزائر قد رفعت الحرج عنها وعن الدول الأعضاء، سواء بالموافقة أو رفض طلب الاستقبال الذي سترسله الجزائر"، مشيرة إلى أن الجزائر شاركت سابقاً في قمتين عربيتين بالمغرب، في وقت كانت العلاقات بين البلدين تعيش قطيعة تامة.

يأتي ذلك، في وقت وجد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، اليوم الثلاثاء، الفرصة لتوجيه رسائل إلى السلطات الجزائرية. وقال بوريطة، في كلمة له أمام مجلس جامعة الدول العربية إن "السياق الدولي والعربي يسائل القمة المقبلة لتنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيداً عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز، وتوطيد الثقة اللازمة، والتقيد بالأدوار الخاصة بكل طرف".

 

ودعا بوريطة إلى "قراءة موضوعية لواقع العالم العربي، المشحون بشتى الخلافات والنزاعات البينية، والمخططات الخارجية والداخلية الهادفة إلى التقسيم ودعم نزعات الانفصال وإشعال الصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية، واستنزاف المنطقة وتبديد ثرواتها".

واعتبر رئيس الدبلوماسية المغربية أن "الإشكال الرئيسي يكمن في غياب رؤية مشتركة واضحة لمواجهة تلك التحديات، بما يحافظ على أمن الدول واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية".

ولفت إلى أن العالم العربي "يوجد اليوم أمام مفترق طرق جد صعب، يفرض علينا بإلحاح تجاوز المعوقات التي تحول دون تعزيز اللحمة والتضامن بين أقطارنا العربية، وتصرف أنظارنا وجهودنا عن التصدي للقضايا الكبرى السياسية منها والاقتصادية المطروحة بإلحاح على الأجندة العربية، والتي يتعين التعامل معها بفاعلية".

وقال: "آن الأوان لوضع أسس قوية لشراكة عربية مندمجة تهدف إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك، وبناء نظام جماعي حديث ومتجدد وفعال، يوفر الشروط الموضوعية للتعاون البيني وتشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد والإنسان العربي وتحسين أدائه وتسهيل انخراطه في مجتمع المعرفة والاتصال، وتكريس مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، في مراعاة لخصوصيات ومقومات كل بلد وشعب بإرادته المستقلة وحسب وتيرة تطوره".

وبخصوص القضية الفلسطينية التي تحولت في الأشهر الماضية إلى حطب للصراع بين الرباط والجزائر، قال بوريطة إن "نصرة القضية الفلسطينية في ظل ما شهدته من تطورات متلاحقة، ينبغي أن تأخذ أساليب ومناهج واقعية وبراغماتية لكي تكون أكثر فعالية، بعيداً عن منطق المزايدات والتوظيف السياسي".

وذكر أن "المغرب سيواصل من هذا المنطلق بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلم وأمان".

واعتبر أن "القضية الفلسطينية تمثل إحدى ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، التي رسمت منذ الاستقلال، مشيراً إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، بصفته رئيساً للجنة القدس، يعمل باستمرار، على المستويات الدبلوماسية والسياسية والميدانية، من أجل الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على طابعها الديني والثقافي والقانوني والتاريخي، وكذلك لتحسين الظروف المعيشية وصمود سكانها من خلال ذراعها التنفيذية بالأساس، وكالة بيت مال القدس".

وتأتي رسائل رئيس الدبلوماسية المغربية في وقت تثار فيه أسئلة عدة عن الحضور المغربي في القمة المفترض عقدها في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في الجزائر، في ظل القطيعة الدبلوماسية المستمرة والتوتر الذي بلغ مداه الأقصى بعد قرار السلطات الجزائرية في 24 أغسطس/آب من العام الماضي قطع العلاقات مع الجارة المغربية.