أعلن الجيش الجزائري عن توقيف 29 عنصراً في شبكات تنشط لصالح دعم وإسناد جماعات إرهابية وتمويلها، خلال الأيام الماضية، وهو إعلان يعيد طرح استفسارات حول هوية هؤلاء العناصر الذين تم توقيفهم، وآلية الوصول إليهم، خاصة في وقت لم يعد فيه أي وجود ميداني لتلك الجماعات المسلحة في الجزائر.
وتعلن الجزائر بصورة مستمرة عن عمليات توقيفات محدودة لعناصر تقول إنهم ينشطون أو يدعمون خلايا إرهابية، لكن الحصيلة التي أعلن عنها الجيش، اليوم الأربعاء، كانت كبيرة مقارنة بالإعلانات السابقة.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية بأن "وحدات الجيش أوقفت خلال عمليات مكافحة الإرهاب 29 عنصراً يدعمون الجماعات الإرهابية في عمليات متفرقة بأنحاء الوطن"، وهذا خلال الفترة الممتدة بين 21 و27 فبراير/ شباط الجاري.
ولا تقدم السلطات الجزائرية توضيحات وافية بشأن طبيعة نشاط عناصر شبكات الدعم والإسناد هذه، لكن التقديرات تشير إلى أن معظم الإعلانات تتم بعد تسليم العناصر أنفسهم، خاصة في مناطق الجنوب، إذ سلم ثلاثة مسلحين أنفسهم، في الأيام الماضية، في منطقة الساحل إلى السلطات في جنوب البلاد.
وفي هذا الشأن، يعتقد المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية أكرم خريف، الذي يدير موقعاً متخصصاً في قضايا الأمن والدفاع، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه لا يمكن الجزم حول عدم وجود عناصر لجماعات مسلحة، سواء كانت مقاتلة أو نائمة، خاصة في مناطق محدودة شرقي الجزائر، كتبسة وسكيكدة.
وأوضح المحلل أن إعلان الجيش توقيف عناصر يتعاونون مع هذه الجماعات يؤكد استمرار وجودها، مضيفاً أن ظروف الحصار الذي تعانيه هذه المجموعات يدفعها دائماً إلى البحث عن متعاونين يوفرون لها المؤونة والإسناد مقابل الأموال، وربما التعامل مع مهربين حتى، كما يحدث في مناطق الجنوب الممتدة إلى منطقة الساحل.