وقعت الجزائر ومالي، أمس الأحد، على اتفاقات جديدة للتعاون الأمني والعسكري تسمح بزيادة التنسيق والإسناد في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة شمالي مالي القريبة من الحدود مع الجزائر، فضلاً عن تدريب القوات المالية وإمدادها بالمعدات اللوجستية.
ووقعت الاتفاقات العسكرية الجديدة خلال زيارة وفد عسكري جزائري بقيادة اللواء بركالي توفيق، بصفته ممثلاً لرئيس الأركان الفريق سعيد شنقريحة، إلى العاصمة المالية بماكو، الجمعة، للمشاركة في أعمال الدورة الـ16 للجنة المشتركة الجزائرية المالية التي تمثل إطار التعاون العسكري والأمني، والتي استمرت 3 أيام.
وقال ممثل قيادة الأركان الجزائرية اللواء بركالي توفيق خلال الاجتماع العسكري إن "عقد هذا اللقاء المشترك سيؤدي إلى زيادة تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في القتال الدؤوب ضد الجماعات الإرهابية المسلحة"، وفي مجال الدفاع بصفة عامة.
وأشار إلى أن الاجتماع المشترك "تناول تقييم التعاون العسكري بين البلدين، وتحديد الاحتياجات ذات الأولوية على مستوى التدريب والمعدات، خاصة بالنسبة للجيش المالي، وتحديد الأنشطة والتدريبات العسكرية المشتركة خلال العام الحالي 2023".
من جهته، قال نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المالية العميد عثمان ويلي ديالو إن "الأنشطة التسعة التي تم اختيارها خلال الدورة الأخيرة للجنة المشتركة، بما في ذلك خمسة أنشطة في الجزائر وأربعة أنشطة في مالي، تجعل من الممكن تقوية أواصر الأخوة والصداقة بين البلدين".
ورأى أن "عقد هذه اللجنة المشتركة سنوياً يشهد على الالتزام الراسخ للجيشين بالسير معًا في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود".
وترتبط كل من الجزائر ومالي بتعاون عسكري وثيق، خاصة منذ التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري في ديسمبر/ كانون الأول 2001، ما سمح بإنشاء اللجنة الجزائرية المالية المشتركة المكلفة بمراقبة وتعزيز التعاون العسكري والتقني بين الجيشين، في أكتوبر/ تشرين الأول 2005، وتجتمع هذه اللجنة كل عام بالتناوب في مالي والجزائر.
وتتولى الجزائر تدريب القيادات والكوادر والفرق العسكرية المالية، كما يقدم الجيش الجزائري بصورة مستمرة دعماً لوجستياً للجيش المالي على مستوى المعدات العسكرية، والتنسيق العملياتي والاستخباراتي، خاصة في مجال محاربة الإرهاب على الحدود بين البلدين.
وكان قد وصل مساء الأحد إلى الجزائر وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب، والوزير المكلف بالمصالحة الوطنية واتفاق السلم (المنبثق عن مسار الجزائر2015)، العقيد إسماعيل واغي، مبعوثين خاصين لرئيس دولة مالي العقيد أسيمي غويتا.
وأجرى الوفد الوزاري المالي محادثات مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة حول علاقات التعاون الثنائية وسبل تعزيز وتيرة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بتعاون جميع الأطراف المالية الموقعة في إطار آليات متابعة تنفيذ الاتفاق التي تشرف عليها الجزائر.
ويعتقد أن زيارة الوفد الوزاري المالي إلى الجزائر ستقابلها زيارة وزير الخارجية لعمامرة إلى باماكو، ضمن سياق ترتيبات تعد لزيارة مرتقبة لقائد السلطة الانتقالية في مالي العقيد أسيمي غويتا إلى الجزائر، وهي زيارة كان قد أعلن عنها في نهاية الشهر الماضي الرئيس عبد المجيد تبون، دون أن يحدد تاريخها.
وتولي الجزائر في الفترة الأخيرة أهمية كبيرة للوضع والتطورات في مالي، لبعث وتنفيذ خطة السلام المتفق عليها بين الحكومة المركزية في مالي والحركات المسلحة للأزواد (الطوارق) التي تمثل السكان المحليين في مناطق شمال مالي القريبة من الحدود الجزائرية، خاصة بسبب مقتضيات الأمن القومي، ولمنع تمركز الجماعات الإرهابية كـ"القاعدة" و"داعش" في المنطقة.