الجنسيات المزدوجة للقتلى والأسرى جراء "طوفان الأقصى" لا تشغل إسرائيل

13 أكتوبر 2023
جنود في جيش الاحتلال ضمن الحشد على حدود غزة (Getty)
+ الخط -

ثار جدل حول قضية جنود ومستوطني دولة الاحتلال الذين يحملون جنسيات مزدوجة وقتلوا أو أسروا أو فقدوا في أعقاب تنفيذ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عملية "طوفان الأقصى"، صباح السبت الماضي.

وذكرت الولايات المتحدة أنّ 11 شخصاً يحملون جنسيتها قتلوا في العملية، في حين يعتبر 20 في عداد المفقودين، وهو ما يرجح أنهم وقعوا في أسر "كتائب القسام"، بينما أعلنت فرنسا أنّ 18 ممن يحملون جنسيتها في عداد المفقودين.

وأعلنت بريطانيا أنّ 10 من مواطنيها في عداد المفقودين، فيما أعلنت الأرجنتين مقتل 7 من مواطنيها، و15 في عداد المفقودين، فضلاً عن أنّ تقارير إخبارية نسبت إلى أحد الناطقين باسم "حماس"، أنّ من بين الأسرى لدى الحركة جنوداً ومستوطنين يحملون الجنسية الروسية.

وعلى الرغم من أنّ الدول الغربية قد أثارت قضية القتلى من الجنود والمستوطنين الذين يحملون جنسياتها، فإنّ هذه القضية لم تحظ بأي اهتمام في الإعلام الإسرائيلي، لأنها لا تمثل قصة خبرية في إسرائيل كون ملايين الإسرائيليين يحملون جنسيات مزدوجة ويخدمون في الجيش ويشغلون مواقع مهمة في الدولة.

وعلى سبيل المثال، جميع اليهود الذين هاجروا من الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي في أواخر ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، والذين بلغ عددهم أكثر من مليون مهاجر يحملون جنسيات الدول التي هاجروا منها، وكذلك أبناؤهم. وهذا على سبيل المثال ما جعل الرئيس الروسي فلادمير بوتين يبرر حرصه على توطيد العلاقات مع إسرائيل في زيارته لها قبل ست سنوات بالقول إنّ موسكو معنية بالحفاظ على العلاقة مع "الجالية الروسية" في إسرائيل، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الروسية.

وتسمح الجنسية المزدوجة للإسرائيليين بالانخراط في العمل العام في الدول التي يحملون جنسيتها. فعلى سبيل المثال انتخب فيتالي ملكين في 2013 كنائب في مجلس الدوما الروسي، على الرغم من أنه كان يحمل الجنسية الإسرائيلية.

وما ينطبق على المهاجرين من روسيا ينطبق أيضاً على المهاجرين من الولايات المتحدة وأوروبا. فعلى سبيل المثال تولى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت قيادة وحدة "ماجلان"، إحدى وحدات النخبة في جيش الاحتلال وهو يحمل الجنسية الأميركية، ولم يتخلّ عن هذه الجنسية إلا عندما انتخب نائباً في الكنيست عام 2013.

وقد أنهى وزير التعليم الإسرائيلي الحالي يوآف كيش خدمته العسكرية كقائد سرب طائرات في سلاح الجو وهو يحمل الجنسية البريطانية. وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد كان جد كيش جنرالاً في الجيش البريطاني. ولم يتخل كيش عن جنسيته البريطانية إلا عندما انتخب للكنيست عن حزب الليكود في 2015، كما ذكرت الصحيفة.

وإلى جانب الإسرائيليين الذين يكتسبون هم وأولادهم الجنسيات المزدوجة نظراً لأنهم هاجروا من دول أجنبية، فإن الكثير من الإسرائيليين الذين لا يحملون جنسيات مزدوجة يعملون على الحصول على جنسيات أجنبية.

عندما أعلنت الحكومة الإسبانية قبل أربع سنوات أنها ستمنح جنسيتها لليهود الذين يثبت أنهم من نسل اليهود الذين طردوا من إسبانيا، فقد تهافت الكثير من اليهود الشرقيين تحديداً على الحصول على الجنسية الإسبانية.

ويتضح مما تقدم أن الانشغال بالجنسيات المزوجة للجنود والمستوطنين الذين قتلوا أو فقدوا أو أسروا في "طوفان الأقصى" يعتبر تعاطياً غير موضوعي، فعلى سبيل المثال، شارك نفتالي بينت في حرب لبنان الثانية كقائد وحدة "ماجلان" وهو يحمل الجنسية الأميركية.

المساهمون