الجيش التركي ينسحب من قريتين حدوديتين بمحافظة دهوك شمالي العراق

28 يوليو 2024
دبابات تركية خلال تدريبات على الحدود التركية العراقية، 28 سبتمبر 2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحب الجيش التركي من قريتي ميسكا ودرلكي في دهوك، لكن العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني مستمرة، مما يمنع الأهالي من العودة.
- القوات التركية تواصل هجماتها في مناطق أخرى بدهوك، مما أدى إلى اشتباكات وحرائق، وأجبر العديد من الأهالي على النزوح.
- العمليات العسكرية التركية تسببت في نزوح 182 عائلة وتدمير 25 موقعاً لحزب العمال الكردستاني، مع استمرار القصف الذي يثير الهلع بين السكان.

أفادت مصادر في إقليم كردستان العراق، بأن الجيش التركي انسحب أمس السبت من قريتين في أطراف محافظة دهوك أقصى شمالي العراق، بعد أن كان قد كثّف وجوده فيهما في الفترة الأخيرة، فيما أكدت ذات المصادر عدم وجود مؤشر على عزم الجيش التركي على وقف العمليات العسكرية ضد مسلحي العمال الكردستاني ولا حتى خفضها.

وقال مختار قرية ميسكا في ناحية كاني ماسي شمال محافظة دهوك أديب مجيد، إن "القوات التركية انسحبت من قريتي ميسكا ودرلكي بعد تمركزهم فيهما منذ أسابيع"، مبيناً في تصريح لوكالات أنباء محلية كردية، أن "أهالي القرية كانوا قد نزحوا منها بسبب الصراع المسلح بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني". وأوضح أن "القوات المنسحبة قد أقامت نقاطاً عسكرية على التلال المطلة على القريتين"، مشيراً إلى أن "الأهالي لا يستطيعون العودة إلى القريتين بسبب عدم السماح لهم من قبل القوات التركية".

ولا يُعَدّ انسحاب القوات التركية من تلك القريتين مؤشراً على وقف عملياته التي اشتدت ضد العمال الكردستاني أخيراً ولا حتى خفضها، حيث أكدت مصادر في قوات البيشمركة الكردية أن قوات تركية هاجمت مناطق أخرى في دهوك ليل أمس واشتبكت مع عناصر الحزب. وقال ضابط في البيشمركة لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الانسحاب من القريتين قد يكون تكتيكاً عسكرياً"، مشيراً إلى أن القوات التركية تواصل هجماتها في مناطق أخرى، إذ هاجمت ليل أمس السبت قرية شيلازا التابعة لناحية كاني ماسي، في دهوك، وحدثت اشتباكات بين الجانبين، مبيناً أن "الاشتباكات امتدت لساعات وسببت اندلاع حرائق في القرية". ولم يعرف حجم الخسائر والأضرار التي وقعت بين الجانبين، بحسب المصدر.

وأشار إلى أن "معظم قرى دهوك ما زالت تعيش حالة حرب، وأن الكثير من الأهالي نزحوا من مناطقهم، ومن بقي منهم يعيش تحت وطأة المعارك، وقد يجبر الأهالي على النزوح إن لم تبتعد المعارك عن مناطقهم"، مؤكداً أن "مسلحي حزب العمال الكردستاني يتعمدون التحصن في القرى التي يوجد فيها أهلها، لأجل الاحتماء بهم من القصف التركي".

وكانت مصادر في البيشمركة قد أكدت في وقت سابق أن الطيران التركي ينفذ ضرباته ضد عناصر الحزب "بدقة"، إلا أن ذلك لم يمنع تسجيل الأضرار في مزارع الأهالي وحقولهم إثر اندلاع حرائق بسبب القصف. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، تدمير 25 موقعاً لمسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، فيما أكدت مصادر في إقليم كردستان أن الضربات التركية شبه متواصلة وتسبب حالة هلع وخوف للأهالي.

وسبق أن أكدت منظمة محلية كردية تنشط في إقليم كردستان، نزوح 182 عائلة و602 قرية مهددة بالإخلاء منذ أقل من شهر واحد، بسبب العمليات العسكرية في القرى الحدودية التابعة لمحافظة دهوك، مؤكدة أنه وفقاً لإحصائيات المنظمة، فإن الجيش التركي قصف إقليم كردستان 285 مرة خلال الفترة من 15 يونيو/ حزيران إلى 11 يوليو/ تموز الجاري، ومعظمها في حدود محافظة دهوك.

وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قد كشف أخيراً أن عمليات "المخلب - القفل" المستمرة شمالي العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني ستنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.