كشفت قيادة الجيش العراقي، عن تطور نوعي بمواجهة بقايا تنظيم "داعش" في المحافظات التي ما زال له تواجد فيها، مؤكدة أن التنظيم فقد القدرة على المواجهة المباشرة.
وشددت القوات العراقية أخيراً، عمل الجهد الاستخباري، للحصول على معلومات ترصد تحركات تنظيم "داعش" في محافظات البلاد، كما اعتمدت على الطيران، لتنفيذ ضربات سريعة، فضلاً عن عمليات التمشيط المتواصلة التي تنفذها قوات الجيش، بحسب المعلومات المتوفرة لديها.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للجيش اللواء تحسين الخفاجي، فإن "مواجهة بقايا تنظيم داعش ما زالت مستمرة بعمليات مختلفة ذات طابع نوعي"، مبيناً في إيجاز صحافي ليل أمس الأحد، أن "القوات الأمنية تلاحق بقايا داعش في مسعى لإدامة النصر الذي حققناه في عام 2017".
وأشار الى "وجود تعاون بين المواطنين والقوات الأمنية، وقد أسهم قبل يومين عن قتل 6 إرهابيين في محافظة صلاح الدين وكان اثنان منهم انتحاريين"، مؤكداً أن "القوات الأمنية اكتسبت خبرة كبيرة طوال السنوات الماضية في التعامل مع الجماعات الإرهابية من جهة ومع المواطنين من جهة أخرى".
وأضاف أن "التنظيم عندما كان يسيطر على الأرض للفترة بين 2014 حتى 2017، وضع المواطنين دروعاً بشرية تمنع وصول القوات الأمنية لتنفيذ مهامها وتحرير المدن"، مشدداً على أن "داعش لم تعد له القدرة على البقاء بأي منطقة، وخسر كل قدراته في مواجهة القوات الأمنية العراقية".
وأشار إلى أن "إمكاناتنا في الجانبين الاستخباري والأمني تطورت كثيراً وأصبحت تقتحم خطط الإرهابيين قبل تنفيذها، وهو ما أثبتناه من خلال العمليات الأخيرة"، نافياً "وجود أي مخاوف من عودة داعش، لأننا نشن ضده عمليات في أصعب الظروف، وتم قتل العديد من قادته وقطعنا عليه كل طرق التسلل".
وأكد أن "الجيش العراقي بحاجة إلى استمرار التدريب ودعمه بالأسلحة المتطورة والأجهزة التي تمكنها من دعم عملها، وهذا الملف بحاجة إلى تخصيصات مالية، وبالتأكيد فإن الدولة ستضع في حساباتها الأموال المناسبة لشراء عتاد وسلاح يتناسب مع مرحلة التطور الكبير للقوات المسلحة العراقية".
ميدانياً، أعلنت قيادة عمليات كركوك، ليل أمس الأحد، "قتل ثلاثة عناصر من داعش في غارة جوية"، وقال قائد العمليات اللواء جبار نعيمة الطائي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "القوات الأمنية، بضربة جوية نفذتها، تمكنت من قتل ثلاثة إرهابيين بداعش، في المحافظة".
يجري ذلك في وقت، دخلت فيه القوات الأمنية العراقية أخيراً حالة استنفار، وبدأت تنفيذ انتشار عسكري في عدد من المناطق بمحافظة البلاد، وسط مخاوف من استغلال تنظيم "داعش" سوء الأحوال الجوية لتنفيذ هجماته.
ويشمل الاستنفار المحافظات المحررة (نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار) تحديداً، على اعتبار أنها ما زالت تضم بقايا من عناصر "داعش"، والتي ما زالت تشكل تهديداً أمنياً في العراق، خصوصاً في تلك المحافظات، وتنفذ هجمات متفرقة توقع أحياناً قتلى وجرحى من القوات الأمنية والمدنيين، فيما تنفذ القوات الأمنية خططاً متتابعة، تسعى من خلالها لتحجيم تحركات التنظيم وإحباط هجماته.