تواصل القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي واسع، لليوم الخامس على التوالي عمليات "الإرادة الصلبة" في مناطق غرب وشمالي العراق ضمن صحراء الأنبار المتاخمة لحدود ثلاث دول، وهي السعودية والأردن وسورية، ومناطق في صلاح الدين وكركوك وجنوب الموصل وشمال شرقي ديالى، بهدف تعقب مخابئ وخلايا تنظيم "داعش"، التي استهدفت خلال الأسابيع الأخيرة عبر سلسلة من الهجمات سائقي شاحنات وعناصر أمن ومزارعين.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات العراقية مستمرة في مرحلتها الثانية لتحقيق الأهداف المخطط لها لعملية الإرادة الصلبة، التي تتولاها قيادة العمليات المشتركة"، مؤكداً أن "قواتنا الأمنية أقدمت على تنفيذ عمليات نوعية لأول مرة، من خلال القوات الخاصة والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب، المحمولة جواً، وقد حققت الأهداف التي تم التخطيط لها".
ولفت إلى أن "العمليات مستمرة، وقد يتم الإعلان عن مراحل جديدة، بعد انتهاء المرحلة الأولى والشروع بالمرحلة الثانية، لكن هذا الأمر متروك للقيادة العسكرية، ومطالعة الأوضاع في مناطق العمليات، وهي الأنبار ونينوى وجنوب كركوك وصلاح الدين وديالى وصولاً إلى كربلاء"، معتبراً أن "عملية (الإرادة الصلبة) ذات زخمٍ كبير، وهي تمثل عملية مهمة لإنهاء خطر تواجد عناصر تنظيم داعش".
وانطلقت، يوم السبت الماضي، المرحلة الثانية من عمليات "الإرادة الصلبة"، لملاحقة مسلحي تنظيم "داعش"، وضرب مخابئ ومقرات تابعة لهم في الصحراء الغربية، ضمن محافظة الأنبار كبرى محافظات العراق.
من جهته، أشار المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إلى أن "العمليات العسكرية العراقية، التي تشارك فيها وحدات من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري، أسهمت في إحباط أكثر من هجمة إرهابية في بغداد ومدن أخرى".
وأكد الخفاجي لـ"العربي الجديد"، أن "بعض وسائل الإعلام والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن نزوح للأهالي جرى خلال العمليات، وهذا غير صحيح لأن العمليات تُجرى في مناطق بعيدة عن المدن".
من جانبه، أكد القيادي في "الحشد الشعبي"، صادق الحسيني، إحباط ما يسمى بغزوة رمضان في ديالى. وقال في تصريحات صحافية، أن "عمليات الحشد الشعبي في ديالى أعدت بشكل مبكر خطة متكاملة لمواجهة ما يسمى بالغزوات خلال شهر رمضان الكريم من قبل تنظيم داعش، والذي اعتاد على إطلاقها في محاولة لرفع معنويات عناصره الإجرامية في معظم القواطع المحررة، سواء في ديالى أو غيرها من خلال زيادة زخم الهجمات على أهداف أمنية ومدنية".
وأضاف الحسيني أن "الجهود العسكرية أسهمت في إحباط مبكر لـ 90 بالمائة من هجمات التنظيم".
بالتزامن مع ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء حسن ناظم، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي مساء أمس الثلاثاء، إن "رئيس الوزراء أعلن إحباط القوات الأمنية هجمة إرهابية على بغداد". وأضاف أن "ذلك تم بعملية نوعية".
بدوره، رأى الخبير الأمني مؤيد الجحيشي، أن "هناك حاجة دائمة لاستمرار القوات العراقية بالبحث عن تنظيم داعش، ضمن عمليات عسكرية في المناطق النائية وأطراف المدن والصحاري والتلال في بعض المحافظات الشمالية والغربية، خصوصاً وأن الحكومة العراقية اعتمدت بشكلٍ كبير بعد تحرير المدن على المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى توريط أبرياء بتهم كيدية، بالتالي فإن العمليات هي التي تقتل الإرهابيين وليس بلاغات كاذبة".
وأكد الجحيشي لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم داعش ورّط نفسه، فقد وعد بتنفيذ هجمات في المناطق العراقية ثأراً وانتقاماً لمقتل زعيمه، وكان لا بد من استباق أي هجمة إرهابية، لمنع أي مشاكل أمنية سواء في المناطق المحررة، أو على الحدود العراقية السورية".