تمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض، اليوم الاثنين، من ضبط شحنة مخدرات في منطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي، قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري مروراً بمحافظة إدلب، شمال غرب سورية.
وقال سراج الدين العمر، المسؤول الإعلامي لدى فصائل "الفيلق الثالث" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ "العربي الجديد" إن "المكتب الأمني لدى فصيل الجبهة الشامية العامل ضمن تجمع الفيلق الثالث، تمكن الاثنين من خلال عملية أمنية، بعد الحصول على معلومات عن سيارة مشتبه فيها، من ضبط شحنة مخدرات مؤلفة من 100 ألف حبة كبتاغون في منطقة بالقرب من مدينة عفرين شمالي محافظة حلب شمال سورية".
وأكد العمر أن "الشحنة جاءت من مناطق سيطرة قوات نظام الأسد مروراً في منطقة إدلب (مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام)، وكانت متجهة إلى منطقة راجو القريبة من الحدود السورية - التركية، ومُجهزة للتهريب إلى داخل الأراضي التركية"، مُشيراً إلى أن "الشحنة تم تسليمها إلى قيادة الشرطة العسكرية في المنطقة أصولاً".
ولفت العمر إلى أن "فصائل الفيلق الثالث تقوم بشكل مستمر بعمليات أمنية تهدف إلى ملاحقة مروجي وتجار المخدرات في المنطقة، وتمكنا من خلال حملات سابقة خلال العام الجاري من إلقاء القبض على رؤوس مهربي ومروجي المخدرات في المنطقة".
ولفت العمر إلى أن "هذه الشحنة الثانية من نوعها التي يتم ضبطها عبر هذا الطريق مروراً بمنطقة إدلب"، مبيناً أنه تم ضبط شحنات مخدرات أكبر من هذه قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري عبر مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) باتجاه مناطق الشمال السوري.
وكان المكتب الأمني لدى فصائل "الفيلق الثالث" تمكن في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي من ضبط أكثر من 900 ألف حبّة مخدرة مخبأة داخل سيارة شحن، وذلك أثناء تفتيشها في معبر "الحمران" الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بريف مدينة جرابلس ومناطق سيطرة (قسد) في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
وكانت قوات "الشرطة العسكرية" مدعومة بوحدات من "الجيش الوطني السوري" نفذت، نهاية يوليو/ تموز وبداية أغسطس/ آب الفائت، عملية "السلام" في مدينة مارع الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمال محافظة حلب، تم خلالها إلقاء القبض على 28 من تجار ومروجي المخدرات كما أسفرت العملية عن إصابة 13 عنصراً من عناصر الشرطة العسكرية والجيش الوطني خلال الاشتباكات مع تجار المخدرات.
قوات النظام تصعد في منطقة إدلب
وفي سياق آخر، تواصل قوات النظام السوري وروسيا التصعيد من خلال القصف المدفعي والصاروخي في مناطق جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وريف حلب الغربي، وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، والواقعة جميعاً ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) في شمال غرب سورية، الأمر الذي أجبر عشرات العوائل على النزوح باتجاه المناطق الآمنة نسبياً شمال البلاد.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، من ريف محافظة إدلب، في حديث لـ "العربي الجديد" إن قوات النظام والميليشيات المدعومة من روسيا استهدفت، اليوم الاثنين، بأكثر من 150 قذيفة وصاروخ عدة قرى وبلدات، منها: المشيك، الزيارة، العنكاوي، الحلوبة في منطقة سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة، كنصفرة، البارة، كفر عويد، الفطيرة، سفوهن، الرويحة، بينين، فليفل في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، كفر تعال، كفر عمة، بلنتا، تديل والوساطة بريف حلب الغربي، وتزامن ذلك مع تحليق طائرتي استطلاع روسية في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة".
ويأتي هذه التصعيد المستمر منذ ثلاثة أسابيع بالتزامن مع محاولات تقدم عديدة لقوات النظام السوري وقوات "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، بهدف استعادة تلة الملاجة التي تمكنت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" (العاملة في منطقة إدلب) من السيطرة عليها في 26 من أغسطس/ آب الفائت، بعد تفجير نفق فيها ومقتل 16 عنصراً من قوات النظام وجرح أكثر من 20 عنصراً آخرين بينهم ضباط.
ومن جانبه، قال العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل تحت مظلة غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ "العربي الجديد" إنه "منذ عملية الملاجة التي أدت إلى سيطرة غرفة عمليات الفتح المبين على تلة استراتيجية، أصبح الموقف محرجاً لميليشيات الأسد في تلك المنطقة بعد فشل عدة محاولات لاستعادة التلة، وكعادته ركز النظام على استهداف المدنيين للضغط على الثوار للانسحاب من تلك التلة الاستراتيجية لكن محاولاته لم تجدِ نفعاً".
ولفت بكور إلى أن "طائرات الاستطلاع الروسية والايرانية تعمل بشكل مستمر على تحديث بنك الأهداف ومراقبة تحركات الثوار على مختلف المحاور تخوفاً من أي تحركات مفاجئة على غرار عملية الملاجة".
وشدد بكور، على أنه "لا يوجد حل لخفض التصعيد في جبل الزاوية، فهو خط مواجهة دائم وخفض التصعيد في جبل الزاوية يحتاج إلى تحرير المناطق بجنوبه، لتنتقل ساحة المواجهة إلى تلك المناطق فيصبح جبل الزاوية منخفض التصعيد".
وكان أكثر من 25 عنصراً من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" وقوات النظام السوري قُتلوا خلال الأسبوعين الفائتين، بالإضافة إلى تدمير عربتي "BMB" ودبابة بصواريخ موجهة من نوع "تاو"، نتيجة خمسة محاولات تقدم فاشلة لاستعادة تلة الملاجة بريف إدلب الجنوبي، دون إحراز أي تقدم يذكر.
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" وثق منذ بداية التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سورية، منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول وحتى السادس من الشهر الجاري، مقتل 10 مدنيين وإصابة 36 آخرين، واستهداف المنطقة أكثر من 189 مرة بينها 46 غارة جوية من الطائرات الحربية الروسية، واستهداف أكثر من 22 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس، ونزوح أكثر من 6,382 مدنياً خلال المدة المذكورة أعلاه إلى مناطق مختلفة، وبقاء الآلاف من المدنيين معرضين لخطر النزوح في حال استمرار خروقات النظام السوري وروسيا على المنطقة.