الحكومة الأفغانية و"طالبان" تتبادلان الاتهامات مع تعثر عملية السلام

11 أكتوبر 2020
المفاوضات عالقة عند مطلبين لـ"طالبان" (معتصم الناصر/ العربي الجديد)
+ الخط -

مضى شهر تقريباً على انطلاق عملية المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، ولم تتمكن لجنة التواصل المكونة من الوفدين من وضع مدونة السلوك، بل توقفت الاجتماعات بين الطرفين بسبب خلافات بينهما بشأن مطلبين لـلحركة: أن يكون الفقه الحنفي أساسًا لحل جميع الخلافات التي قد تبرز بين الطرفين خلال المفاوضات، وأن يكون اتفاق الدوحة بين الحركة وواشنطن الموقّع، في فبراير/ شباط الماضي، أساساً للمفاوضات الأفغانية.

ورغم تأكيد الطرفين وجود خلافات خلال الأيام الماضية، فإنهما كانا يصران على مواصلة المساعي والاجتماعات لكن يبدو أن الأمور قد تعقدت، إذ توقفت الاجتماعات للجنة التواصل منذ عدة أيام، كما بدأ الطرفان يتبادلان التهم بتعثر العملية وتوقفها.

في هذا الشأن، قال النائب الثاني للرئيس الأفغاني الدكتور سرور دانش، في كلمة له أمام جمع من القضاة، إنّ "طالبان" بإصرارها على نقاط معينة أثناء مساعي وضع مدونة السلوك قد عرقلت تلك العملية، مؤكداً أنّ إصرار الحركة على التصعيد ورفضها لوقف إطلاق النار، مع تمسكها بنقاط معينة، يدل على أنّ "طالبان" تختلق المعاذير من أجل مواصلة الحرب. كما أكد دانش أنّ وفد الحكومة الأفغانية "يصر على أن يكون القرآن والسنة أساساً لحل أي خلاف قد يظهر أثناء عملية المفاوضات". 

وعلى النقيض من ذلك، قال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في تصريح له مع وسائل إعلام محلية، إنّ "الحكومة الأفغانية تسعى لخلق عقبات في وجه عملية المفاوضات، كما أنها تسعى لخلق جو من عدم الثقة، ما يعني أنها ليست جادة ومخلصة مع عملية السلام". 

وكان المتحدث باسم المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية فريدون خزون قد أكد، في تصريحات صحافية له، أمس الجمعة، أنّ لجنة التواصل المكونة من وفدي الطرفين لم تتمكن من التواصل والجلوس منذ عدة أيام، معرباً عن أسفه حيال ذلك. 

 

وكان المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، قد زار إسلام أباد قبل يومين، وناقش مع القيادة العسكرية والسياسية مستجدات عملية السلام الأفغانية. 

وعلم "العربي الجديد" من خلال مصادره أنّ زاد وقائد الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوه، قررا التدخل من أجل إزالة العقبات في عملية المفاوضات الأفغانية. 

وانطلقت عملية المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" في الـ12 من الشهر الماضي، وسط توقعات كبيرة من الشعب الأفغاني، آملاً أن تجد العملية حلاً للمعضلة يوقف حمام الدم في أفغانستان، لكن يبدو لحد الآن أن الأمور لا تسير في الاتجاه المطلوب.

المساهمون