أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الاثنين، عن إنشاء قيادة منطقة أمنية لمتابعة شؤون القدس، مؤكدًا أن الحكومة الفلسطينية "لن تدخر جهدا لتوفير ما تستطيع من متطلبات الدعم والإسناد لنضال أهل محافظة القدس".
وأضاف اشتية، في كلمة له بمستهل جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت اليوم، بمقر محافظة القدس في بلدة الرام شمال القدس، "إن ذلك الدعم من أجل أن نؤكد رفضنا التنازل عن أي شبر من أرضها وفق قرارات الشرعية الدولية، ولنرفض كل الانتهاكات التي يمارسها المتطرفون في الأقصى، وكذلك ما تتعرض له الكنائس من انتهاكات وعمليات اعتداء وتدنيس وحرق".
وقال اشتية: "نجتمع اليوم في الذكرى الـ33 لإعلان وثيقة الاستقلال لنجدد تمسكنا بحقنا في مدينتنا عاصمة دولتنا المستقلة وعنوان وحدتنا ومصدر قوتنا ومبعث صمودنا في الدفاع عن حقنا في أرضنا التي يحاول الاحتلال عبثاً تغيير معالمها وممارسة سياسات التوسع والضم والعنصرية والتطهير العرقي بحق سكانها، في الشيخ جراح وسلوان، حتى طاولت ممارساته الأموات في قبورهم، كما فعل في المقبرة اليوسفية التي تضم رفات الشهداء من الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا دفاعاً عن المدينة المقدسة".
وتابع اشتية: "نحن على مشارف العاصمة الأبدية درة التاج ونقطة التقاء الأرض بالسماء، زهرة المدائن ومهوى أفئدة المؤمنين مسلمين ومسيحيين، الذين يأتون إليها ليقيموا صلواتهم في المسجد الأقصى، وليسيروا في درب الآلام ليقيموا صلواتهم في كنيسة القيامة التي شهدت توقيع العهدة العمرية".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "إن هناك مستحقات لقضايا متعلقة بهدم البيوت ورخص البناء وغيرها، سيتم صرفها جميعا كما تم تجهيزها في ملفات وزارة المالية من الوزارة ومحافظة القدس".
ونوه اشتية إلى أن "مجلس الوزراء سيخصص مساعدات جديدة لبرامج الشؤون الاجتماعية، كما ستتواصل الحكومة مع مؤسسات الإقراض والبنوك لتسهيل إنجاز مشاريع إسكان، وهناك برامج لتشغيل الشباب أيضاً".
وحول زيارته إلى النرويج غداً الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إنه سيشارك في اجتماع الدول المانحة، وسيعقد لقاءات ثنائية مع الحكومة النرويجية.
وأضاف اشتية، "إن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت الذي نشهد فيه وضعاً مالياً صعباً"، مشيراً إلى أنه سيطلب من الدول الصديقة "الضغط على إسرائيل لوقف اقتطاعها من أموال الضرائب الفلسطينية، وكذلك زيادة هذه الدول مساعداتها لكي نتمكن من الإيفاء بالتزاماتنا".
إصابات بهجمات للمستوطنين في نابلس
وعلى الصعيد الميداني، أصيب عشرات الفلسطينيين، جراء تعرضهم لهجوم من عشرات المستوطنين في محيط مستوطنة "حومش" المخلاة قرب قرية برقة شمال مدينة نابلس بالضفة المحتلة.
وقال المواطن عبد الله أبو عمر، لـ"العربي الجديد"، "إن مجموعة من المستوطنين كان بعضها مسلحاً وآخرون يحملون العصي، هاجموا فعالية شعبية لزراعة الأشجار في محيط المستوطنة المخلاة، ما أدى لإصابة سبعة منهم بجروح مختلفة، ونقل ثلاثة منهم للمستشفى".
ووفق أبو عمر، كان الهجوم مباغتاً، ما تسبب بهذا العدد الكبير من الإصابات، وقال: "لقد أصيب شاب كان يقف إلى جواري بحجر في وجهه، ما أدى إلى تهشمه بشكل كبير، وعندما حاولنا الدفاع عن أنفسنا أصيب ثلاثة أخرون برضوض في كافة أنحاء أجسادهم، وآخر بحروق في وجهه جراء رشه بغاز الفلفل".
ولفت أبو عمر إلى أن مستوطناً أطلق الرصاص في الهواء، ما أجبر المواطنين الفلسطينيين على التراجع للخلف قليلاً، ليفاجؤوا بمجموعة أخرى من المستوطنين تقف على الشارع الواصل بين نابلس وجنين، وترشق السيارات بالحجارة، ما أدى إلى تكسير بعضها وإصابة من فيها.
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد": "إن المواطنين لبوا دعوة المجلس القروي في قرية برقة للتوجه إلى منطقة (القبيبات) المقامة عليها مستوطنة حومش لزراعة أشجار الزيتون، وتأهيل المنطقة لاستخدامها لاحقاً".
وقال دغلس: "إن الفعالية جاءت إحياء لذكرى يوم الاستقلال الفلسطيني، وتأكيداً على أحقيتنا بأراصينا ورفضنا لسيطرة المستوطنين عليها"، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال فككت منذ يومين خيمة نصبها مستوطنون في الموقع.
ومنذ إخلاء قوات الاحتلال للمستوطنين عن مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية عام 2005، بالتزامن مع انسحابهم من قطاع غزة، يهاجم المستوطنون الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم القريبة من الموقع، فيما ترفض محاكم الاحتلال السماح لأصحابها بإعادة تأهيلها وزراعتها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، الشاب الفلسطيني عبد الحكيم شاهين (31 عاما)، بعد مداهمة منزله في شارع عصيرة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، بأن حصيلة اقتحام شارع عصيرة في مدينة نابلس إصابتان بالرصاص الحي، واحدة بالرجل وأخرى باليد، و24 اختناق بالغاز المسيل للدموع، ومن ضمنهم والدة المعتقل الذي تم اقتحام منزله.
على صعيد آخر، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن الاحتلال يقوم بتجريف لأشجار الزيتون، وشق الطرق من أراضي الفلسطينيين لصالح بؤرة استيطانية مقامة على أراضي منطقة "الراس" في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، لربطها بمستوطنات "أرئيل" و"أرئيل الصناعية" تمهيداً لإقامة ما يسمى "ارئيل الكبرى" ضمن مخططات الضم.
في شأن آخر، أحرق مستوطنون، اليوم الإثنين، 50 شجرة زيتون، ونصبوا بيتين متنقلين في أراضٍ واقعة بمنطقة صرارة المحاذية لمستوطنة "أصفر" المقامة على أراضي بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل جنوب الضفة الغربية.
على صعيد منفصل، أجلت محكمة الاحتلال في القدس، اليوم الإثنين، البت في قضية تهجير عائلة السلايمة، ضمن 28 منزلاً مهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وذلك حتى 18 مايو/أيار من العام القادم.
وكانت سبع عائلات في الحي الغربي من الشيخ جراح المسمى بـ "كبانية إم هارون"، قد تسلمت إخطارات بإخلاء منازلها قبل أسابيع.
في شأن آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
على صعيد آخر، أفاد مركز معلومات وادي حلوة المختص بالشأن المقدسي بأن قوات الاحتلال علقت إخطارات هدم على عدد من الأبنية والمنازل في بلدة العيسوية وسط القدس وصورت شوارع ومنشآت في معظم أحياء البلدة.
إلى ذلك، كانت قوات الاحتلال أخطرت بوقف البناء في منزل قيد الإنشاء بقرية ارطاس، جنوب بيت لحم جنوب الضفة يعود للمواطن إسماعيل عوض صلاح، إضافة إلى حجز مضخة وخلاطة باطون.
على صعيد الاعتقالات، فقد أفادت مصادر صحافية ومحلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت اليوم، من بلدة العيسوية: الأشقاء قيس وموسى ومروان هيثم مصطفى، وكذلك الفتى عمر محمد شويكي من حي الثوري في بلدة سلوان جنوب القدس، فيما استدعت قوات الاحتلال اليوم، مسؤول الشبيبة الفتحاوية في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، منصور محمود للتحقيق معه للمرة الثالثة خلال أسبوع.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشابين تامر عواد وإبراهيم صومان من مدينة بيت لحم، كما اعتقلت الشاب مثنى كميل من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة من داخل محكمة سالم المقامة غرب جنين، أثناء حضوره أمس، محكمة ابن عمه الأسير أحمد كميل، وفق ما أفاد به مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور في حديث لـ"العربي الجديد".