اتهمت جماعة الحوثيين في اليمن، اليوم الأحد، التحالف بقيادة السعودية بالهجوم على مستشفى في مديرية مقبنة بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن.
وقالت وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الجماعة غير المعترف بها إن التحالف استهدف "مستشفى البرح في مديرية مقبنة"، وهو ما تسبب في وقوع "أضرار في أقسامه وسيارات الإسعاف وحدوث هلع في أوساط الأطباء والمرضى"، على حد تعبيرها.
كما نقلت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن الوزارة نفسها أن التحالف دمر "أكثر من 500 مستشفى ومرفق صحي بشكل كلي وجزئي".
ولم يصدر عن التحالف أي رد على هذه الاتهامات الحوثية. وبين الحين والآخر تعلن الجماعة استهداف الطيران المسير التابع للتحالف مواقع في الجبهات الغربية لمحافظة تعز والمحاذية لها من محافظة الحديدة، والمشمولة باتفاق استوكهولم الموقع بين الحكومة والحوثيين برعاية أممية في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2018.
وأنجز الاتفاق في حينه برعاية أممية، بعد ضغط من المجتمع الدولي تمكن من إيقاف معارك حاسمة قادتها القوات الموالية للحكومة، بدعم من التحالف، للسيطرة على محافظة الحديدة في العام نفسه، وهدف الاتفاق لإبعاد مدينة الحديدة وموانئها الاستراتيجية للعمليات الإغاثية والإنسانية عن الصراع.
لكن المظاهر المسلحة استمرت في مدينة الحديدة وموانئها، إضافة إلى تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين القوات، لا سيما في مناطق جنوب المحافظة، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين بخرق الهدنة.
في سياق آخر، وصلت اليوم الأحد، سفينة "نوتيكا Nautica" (البديلة لخزان صافر النفطي المتهالك والعائم قبالة السواحل الغربية لليمن) إلى ميناء الحديدة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام الجماعة عن وزير النقل في حكومتها عبد الوهاب الدرة، والذي قال إنه "سيتم غداً الاستلام الرسمي للسفينة بحضور الجهات المعنية".
وكانت السفينة قد أبحرت، مساء أمس السبت، من ميناء جيبوتي على الضفة الأخرى من البحر الأحمر، متوجهة إلى الحديدة، وفقاً لإعلان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي.
ومن المفترض أن تبدأ مع مطلع الأسبوع المقبل، المرحلة الثانية من عملية إنقاذ الخزان، والمتمثلة في عملية نقل النفط من الخزان المتهالك صافر إلى السفينة البديلة، وذلك بعد أن أعلنت الأمم المتحدة مطلع الشهر الحالي استكمال المرحلة الأولى من العملية المتمثلة في فحص وتقييم الخزان، والتي انطلقت مطلع يونيو/ حزيران الماضي.
وتتضمن خطة الإنقاذ 4 مراحل تمتد لثمانية عشر شهراً، وفق المنظمة الأممية، التي قالت إنها ستحتاج إلى 144 مليون دولار لحل الأزمة.
والاثنين الماضي، قال جريسلي لمجلس الأمن، إنّ الأمم المتحدة حصلت على تصاريح من جماعة الحوثي للبدء بعملية نقل النفط الخام من خزان صافر إلى السفينة البديلة، داعياً المانحين للمساهمة في سد العجز المالي لتمويل خطة الإنقاذ، التي ستستغرق نحو أسبوعين.
و"صافر" هي ناقلة نفط يمنية عائمة قبالة الحديدة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وإليها يرسل نفط عبر أنبوب يمتد من محافظة مأرب، وسط اليمن، حيث ينقل منها إلى سفن الشحن، وهو الأمر الذي توقف عقب سيطرة الحوثيين عليها أواخر العام 2015، وتوقفت معه عمليات الصيانة اللازمة لبقاء الخزان، وسط تحذيرات أممية ودولية من مخاطر انفجار الخزان على البيئة البحرية في اليمن والدول القريبة منها.