قال متحدث باسم الحوثيين في اليمن، اليوم السبت، إن الجماعة تجري محادثات بوساطة سلطنة عُمان مع "أطراف دولية" بشأن "العمليات" المستمرة في البحر الأحمر وبحر العرب.
ولم يحدد البيان الأطراف الدولية المشاركة في المحادثات ولم يذكر مكان انعقادها أو متى، لكنه قد يشير إلى أن الحوثيين قد يكونون على استعداد لخفض التصعيد.
وأكد المتحدث محمد عبد السلام أن موقف الحوثيين "مع غزة غير خاضع للمساومة وأن سفن العدو (إسرائيل) أو تلك المتوجهة إلى موانئه ستبقى عرضة للاستهداف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وتدفق المساعدات الإنسان بشكل مستمر إلى القطاع".
وقال إن "أي خطوات حقيقية تستجيب للوضع الإنساني" في غزة بإدخال الغذاء والدواء "من شأنها أن تساهم في خفض التصعيد".
وشنّ الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب احتجاجاً على القصف والغزو الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي تسبب في استشهاد ما يقرب من 19 ألف فلسطيني.
وأضاف المتحدث "أكدنا للجميع أن عمليات (الحوثيين) هي لمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنه لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يتعرض له القطاع من عدوان وحصار".
ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن لوقف عملياتها عبر البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية وشحنات الطاقة بين أوروبا وآسيا.
وأعلن الحوثيون في اليمن، في وقت سابق السبت، قصف أهداف حساسة في إسرائيل بـ"دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة" باتجاه مدينة إيلات الساحلية.
جاء هذا بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام مصرية تديرها الدولة أن الدفاعات الجوية المصرية أسقطت "جسماً طائراً" قبالة منتجع دهب الواقع على سواحل البحر الأحمر.
وقال الناطق باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، في بيان، إن الجماعة استهدفت إيلات بدفعة كبيرة من الطائرات المسيرة، مؤكداً "استمرار العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني حتى يتوقف عدوانه على إخواننا الصامدين في قطاع غزة".
قوات الولايات المتحدة وبريطانيا البحرية تسقط مسيّرات من مناطق يسيطر عليها الحوثيون
وقال الجيشان البريطاني والأميركي إنّ سفينة حربية أميركية أسقطت 14 طائرة مسيّرة يشتبه في أنها هجومية فوق البحر الأحمر، السبت، كما أسقطت مدمرة تابعة للبحرية الملكية البريطانية طائرة مسيّرة أخرى كانت تستهدف السفن التجارية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إنّ المدمرة "يو إس إس كارني"، "اشتبكت بنجاح مع 14 منظومة جوية مسيرة" انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وكتبت القيادة المركزية على منصة إكس أنّ الطائرات المسيرة "تم إسقاطها دون وقوع أضرار للسفن في المنطقة أو الإبلاغ عن إصابات".
وقال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، إنّ السفينة "إتش إن إس دياموند" أطلقت صاروخاً من طراز "سي فايبر" فدمرت طائرة مسيرة كانت "تستهدف الشحن التجاري".
وتعد هذه العملية الليلية الأولى من نوعها التي تقوم فيها البحرية الملكية البريطانية بإسقاط هدف جوي بغضب منذ حرب الخليج عام 1991.
كما قال شابس إن الهجمات على السفن التجارية في شريان التجارة العالمي من قبل الحوثيين في اليمن "تمثل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية والأمن البحري". وأضاف أنّ "المملكة المتحدة تظل ملتزمة بصد هذه الهجمات لحماية التدفق الحر للتجارة العالمية".
تم إرسال السفينة "إتش إم إس دياموند" إلى المنطقة قبل أسبوعين كرادع للهجمات، لتنضم إلى سفن من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى.
وتوعّد الحوثيون مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، داعين الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".
ويعرقل الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء مرور تلك السفن عبر مضيق باب المندب.
في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الحوثيون للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقب ذلك الكشف عن أكثر من عملية أخرى.
واستولى الحوثيون، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وجرى اقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين. وجاءت تلك الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها جماعة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفناً تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)