دعت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، اليوم الأربعاء، لإنهاء الحرب في اليمن والانتقال إلى ما سمته "استراتيجيات السلام" والانخراط في إجراءات بناء الثقة في الشقين الإنساني والاقتصادي، بمناسبة استعراض عسكري للجماعة في الذكرى الثامنة لاجتياحها العاصمة صنعاء والسيطرة عليها.
واستعرض الحوثيون قواتهم في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، وأعلنوا عن تصنيعهم صواريخ ومنظومات جديدة صاروخية وبحرية وجوية خلال العرض.
وأعلن رئيس المجلس السياسي للحوثيين بصنعاء مهدي المشاط أن جماعته "حريصة على السلام والانفتاح على كل الجهود، ومستعدة لتبادل معالجة المخاوف وضمان المصالح المشروعة مع محيطنا العربي والإسلامي ومع كل دول العالم"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" بنسختها التي تديرها جماعة الحوثيين.
ودعا، في خطاب له خلال العرض العسكري، من سماهم قيادة الحرب في الجانب الآخر (التحالف والحكومة اليمنية) إلى الانتقال المشترك من استراتيجيات الحرب والسياسات العدائية الى استراتيجيات السلام، وطالب بإنهاء الحرب بشكل كلي ومعالجة آثارها وتداعياتها والتعاون في إصلاح ما أفسدته.
واعتبر سلوك المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة "سلوكاً معيقاً ومحبطاً لإنجاز السلام"، ودعاهم لدعم خيارات السلام الجاد والحقيقي، قائلا: "السلوك الأممي لا يساعد أبداً على بناء الثقة وتحقيق السلام بقدر ما يدخل ضمن العوامل المباشرة التي تقف وراء إطالة أمد الحرب".
وقال المشاط: "لقد حان وقت السلام وفي معرض السلام لا ينبغي للخارج أن يكذب الكذبة ويصدقها إلى ما لا نهاية"، على حد تعبيره، داعياً "لسرعة الانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي في رفع الحصار عن الموانئ والمطارات اليمنية وضبط الموارد والثروات النفطية والغازية بما يكفل صرف الرواتب".
ويأتي ذلك بالتزامن مع الهدنة الأممية السارية في البلاد، والتحركات الدبلوماسية لضمان تمديد جديد لها، علماً أنها تنتهي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
كما تأتي دعوة الحوثيين بالتزامن مع الضغوط الدولية التي تدعوهم للتعاون مع الجهود الأممية لتمديد الهدنة، والعمل على توسيعها، حيث يتُهم الحوثيون بعرقلة أحد بنود الهدنة والمتمثل في فتح الطرق نحو مدينة تعز.
وأعلنت الهدنة في 7 إبريل/ نيسان الماضي لمدة شهرين، وما زالت مستمرة بعد إعلان تمديدها مرتين، والتي تقضي بوقف كامل لإطلاق النار بين الأطراف المختلفة في الحرب اليمنية، بالإضافة إلى البنود الإنسانية في تدشين رحلات من مطار صنعاء، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح الطرق بمدينة تعز ومحافظات أخرى، ونفذت جميعها ما عدا الأخير.
وتسعى الأمم المتحدة من خلال الهدنة للبدء ببناء الثقة بين الأطراف اليمنية، والتمهيد للوصول للمفاوضات السياسية لإبرام تسوية لإنهاء الحرب في اليمن، لكن التعثر في الهدنة ذاتها يعرقل التقدم في أي من الملفات المطروحة.