تجري في الدوحة مفاوضات تجمع ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، والحركات المسلحة التشادية، بهدف الاتفاق على الترتيبات النهائية للحوار الوطني الشامل، الذي حدد موعده منتصف شهر فبراير/شباط المقبل.
ووفق مصادر تشادية، فإن اللجنة المنظمة للحوار الوطني نجحت في استقطاب العديد من المدنيين المعارضين للمشاركة بالحوار الوطني، كما أن اللجنة الفنية الخاصة بمشاركة السياسيين والعسكريين تسعى لتوحيد كلمة المسلحين من أجل الحوار السلمي.
وتلعب اللجنة الفنية الخاصة بمشاركة السياسيين والعسكريين دور الوسيط، لتقريب وجهات النظر، والجمع بين الأطراف المختلفة.
ولم تتوفر معلومات عن هوية الأشخاص المشاركين في المفاوضات، أو مدة انعقادها في الدوحة، في وقت كانت صفحة محطة تلفزيون "إنجمينا إنفو" على "فيسبوك"، قد نقلت عن مراقبين قولهم إنه "في حال نجاح اللجنة الفنية لمشاركة السياسيين والعسكريين في حوار المصالحة في الدوحة، فإن ذلك سيعكس نجاح الحوار الوطني الشامل المقبل".
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، محمد إدريس ديبي إيتنو، قد أكد خلال لقائه الأخير مع اللجان المنظمة للحوار الوطني، على ضرورة احترام الموعد النهائي للحوار الوطني (15 فبراير) المقبل.
وقام إيتنو بزيارة إلى الدوحة في شهر سبتمبر/أيلول العام الماضي، التقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونُظر إلى الزيارة بأنها ضمن دور وساطة جديد ستقوم به الدوحة لإنجاح الحوار الوطني في تشاد.
كما تلقى أمير قطر رسالة، في شهر يوليو/تموز الماضي، من رئيس المجلس العسكري الانتقالي في جمهورية تشاد، نقلها وزير الخارجية التشادي شريف محمد زين، تتعلق بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها.
ويقيم تيمان إرديمي، رئيس "اتحاد قوى المقاومة"، وهو تحالف من عدة فصائل "متمردة"، ضيفا على السلطة في الدوحة منذ 2009، بعد اتفاق بين السودان وتشاد برعاية قطرية يقضي بنقل قيادات المعارضة من السودان إلى الدوحة، وإطلاق مبادرة سلام بين تشاد والسودان عام 2009.
وأصدر المجلس الانتقالي العسكري في تشاد في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عفوا عاما، شمل المتمردين والمعارضين المدانين بارتكاب "جرائم رأي" أو "إرهاب" أو"المساس بالوحدة الوطنية"، استجابة لمطالب المعارضة، ولإشراك الجماعات المسلحة في الحوار الوطني وتحقيق المصالحة.
وشهدت علاقة قطر وتشاد انقطاعاً عقب الأزمة الخليجية، بعدما دخلت تشاد مع عددٍ قليل من الدول الأفريقية ضمن الأزمة، وقطعت علاقاتها مع الدوحة، لكنها سريعاً ما أعادت علاقاتها مع قطر بعدما وقعت، في فبراير/ شباط 2018، في الدوحة، مذكرة تفاهم تقضي باستئناف العلاقات وعودة السفراء.