الديوان الملكي الأردني: عبدالله الثاني يتلقى اتصالاً من بشار الأسد حول العلاقات بين البلدين
تلقى العاهل الأردني عبدالله الثاني، الأحد، اتصالاً هاتفياً من رئيس النظام السوري بشار الأسد، تناول العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما، وأكد ملك الأردن، خلال الاتصال، وفق الموقع الرسمي للديوان الملكي، دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.
وكان الأردن أعاد فتح "معبر جابر/نصيب" الحدودي مع سورية، الأربعاء الماضي، أمام حركة الشحن والمسافرين تنفيذاً لقرار سابق لوزارة الداخلية، وفق مصفوفة إجراءات فنية ولوجستية في ظل تسارع عودة العلاقات بين الجانبين، بعد إغلاق دام شهرين إثر التطورات الأمنية بين قوات النظام وأهالي درعا.
وعُقدت الأسبوع الماضي، اجتماعات بين وزراء من الدولتين في العاصمة عمّان استمرت يومين، وانتهت بلقاء رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، وفداً وزارياً من النظام السوري، ضم وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، والموارد المائية، تمام رعد، والزراعة والإصلاح الزراعي، محمد قطنا، والكهرباء، غسان الزامل، وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات بين الطرفين.
ويسعى الأردن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري بموجب قانون "قيصر"، وذلك بهدف تقليل الخسائر على الاقتصاد الأردني، من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا.
وتتخذ العلاقات بين الأردن والنظام السوري مسار العودة السريعة، في ظلّ واقع يظهر أن الأردن الرسمي والقطاع التجاري والصناعي وجزءاً من الرأي العام يستعجل عودتها، ويتضح حجم الرغبة في عودة العلاقات الرسمية بين الطرفين، وسط بروز عدد من المؤثرات على العلاقة الأردنية السورية منذ بدء الثورة السورية عام 2011 حتى الآن وتحديد مسارها، وفقاً للمتغيرات في الداخل السوري، ومواقف الدول الإقليمية والدولية.
وفي الوقت نفسه لا يمكن إغفال الجغرافيا، بسبب ارتباط الأردن بحدود طولها 375 كيلومتراً مع سورية، فضلاً عن التعقيدات الأمنية التي سادت طيلة العقد الماضي، ويعتبر الأردن، وفق ما يكرر مسؤولوه، أنه تحمّل جزءاً كبيراً من أعباء ما حدث بسورية عبر تدفق اللاجئين، وأن المجتمع الدولي لم يقدّم فعلياً الدعم الكافي.
ومهّد العاهل الأردني في مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأميركية، تموز/يوليو الماضي، لعودة العلاقات بقوله "إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لديه شرعية والنظام موجود ليبقى"، موضحاً أن "هناك استمرارية لبشار الأسد في الحكم، والنظام ما زال قائماً ولذلك علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا: هل نبحث عن تغيير النظام أم تغيير السلوك؟".
وتساءل الملك حول طريقة التحاور مع النظام إذا كانت الإجابة تغيير السلوك، نافياً وجود خطة واضحة إزاء أسلوب الحوار حتى اللحظة، معتبراً أن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه، وأضاف "أتفهم بالطبع غضب وقلق العديد من الدول إزاء ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري".