الرئيسة المنتهية ولايتها الموالية لأوروبا مايا ساندو تتصدر انتخابات مولدوفا

04 نوفمبر 2024
مايا ساندو عقب إغلاق صناديق الاقتراع 3 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فازت مايا ساندو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مولدافيا بنسبة 50.9%، متفوقة على المرشح المدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا، ألكسندر ستويانوغلو، الذي حصل على 49.1%، وسط مخاوف من تدخل روسي.

- ركزت حملة ساندو على شبكات التواصل الاجتماعي والقرى لمواجهة شراء الأصوات، داعية إلى "بطاقات اقتراع نزيهة"، بينما وعد ستويانوغلو بسياسة خارجية متوازنة وعلاقات متناغمة مع الشرق والغرب.

- تشهد مولدافيا استقطاباً بين التوجه نحو أوروبا أو الحفاظ على علاقات مع موسكو، وسط ضغوط اقتصادية ومخاوف من زعزعة الاستقرار الروسي، حيث تتابع بروكسل وواشنطن الانتخابات عن كثب.

تصدرت رئيسة مولدوفا المنتهية ولايتها المؤيدة لأوروبا مايا ساندو الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بحسب النتائج التي نشرتها لجنة الانتخابات مساء الأحد إثر فرز 93% من الأصوات. وحصلت المرشحة البالغة 52 عاما على 50.9 بالمئة من الأصوات، بينما حصل المرشح المدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا ألكسندر ستويانوغلو على 49.1%. وبعدما كان ستويانوغلو متصدراً في بادئ الأمر، انعكس الاتجاه لاحقا مع استكمال فرز الأصوات.

وشكرت ساندو "جميع من آمنوا بالديمقراطية"، مخاطبة أنصارها الذين تجمعوا في مقر الحملة في العاصمة كيشيناو. وكان منافسها قد دعا في وقت سابق إلى التزام "الهدوء أياً تكن النتائج النهائية". وبعد أسبوعين على استفتاء حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فاز فيه المؤيدون للتكتل بفارق ضئيل، أدلى المولدوفيون بأصواتهم الأحد لاختيار رئيسهم وتأكيد مستقبلهم الأوروبي أو رفضه، في الدورة الثانية من انتخابات جرت بظل مخاوف من تدخل روسي.

وتواجهت ساندو المؤيدة بشدة للغرب والتي ابتعدت عن موسكو بعد أن غزت أوكرانيا الواقعة على حدود مولدوفا، مع المدعي العام السابق ألكسندر ستويانوغلو المدعوم من الاشتراكيين المؤيدين لروسيا. وتوقع المحللون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية معركة شرسة تهيمن عليها كما في الانتخابات التشريعية التي جرت في جمهورية سوفييتية سابقة أخرى هي جورجيا، مخاوف من تدخلات روسية بالرغم من نفي الكرملين الحازم.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وتصدرت ساندو بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 20أكتوبر/ تشرين الأول بحصولها على 42,5% من الأصوات، مقابل 26% لستويانوغلو، لكن خصمها عوّل على دعم عدد من المرشحين الصغار. وبلغت نسبة المشاركة حتى منتصف النهار 29% مقارنة بالجولة الأولى. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 7:00 (5:00 بتوقيت غرينتش) واستمر التصويت حتى الساعة 21:00.

بطاقات اقتراع نزيهة

وخلال المرحلة ما بين الدورتين، كثّف المعسكر الرئاسي حملته على شبكات التواصل الاجتماعي وفي القرى سعيا للتصدي لعمليات مكثفة لشراء الأصوات نددت بها السلطات في الاستفتاء، مشيرة إلى أنها أثرت على النتائج التي جاءت أكثر تقارباً مما كان متوقعاً إذ فاز مؤيدو الانضمام بغالبية اقتصرت على 50.35%.

وفي رسالتها الأخيرة إلى 2.6 مليون مولدوفي، دعت الخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي إلى التعبئة حتى تكون الكلمة الأخيرة "لبطاقات الاقتراع النزيهة". وأفادت الشرطة بتنظيم رحلات جوية وحافلات لنقل الناخبين المولداوفيين بين روسيا وبيلاروسيا وأذربيجان وتركيا.

وبعد الإدلاء بصوتها، أكدت ساندو "اليوم أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نتحد، وأن نحافظ على السلام، وأن نحمي أصواتنا، وأن نحمي استقلالنا". وأضافت "يريد اللصوص شراء أصواتنا، ويريدون شراء بلدنا، لكن قوة الشعب أعظم بكثير من أي من أفعالهم غير المشروعة".

في المقابل، وعد ستويانوغلو الذي غالباً ما يستخدم كلمات روسية في خطابه، بأنه سيكون "رئيس الجميع" داعيا إلى سياسة خارجية متوازنة "لا تقسم المجتمع". وعند حضوره إلى مركز اقتراع برفقة زوجته وابنتيه، دعا إلى "مولدافيا لا تتسول بل تطور علاقات متناغمة مع الشرق والغرب في آن".

ثمن باهظ

ويشهد هذا البلد الفقير الذي يعول على المساعدات الأوروبية، استقطابا شديدا. وفي كيشيناو، أبدت المتقاعدة أكسينيا البالغة 56 عاما طالبة عدم كشف اسمها، أسفها إذ "لا تزال بقايا سوفييتية تطبع حتى العظم" هذه الجمهورية السوفييتية السابقة.

من جانبها، أوضحت ناتاليا غرايديانو (56 عاما) المقيمة في أيرلندا حيث تنظم حفلات أعراس وقدمت إلى مولدوفا للإدلاء بصوتها، متحدثة لوكالة فرانس برس "نحن بلد صغير بقلب كبير، نريد أن تكون أوروبا بيتنا". في المقابل، ترفض زينوفيا زاهاروفنا (75 عاماً) الذوبان في الاتحاد الأوروبي وتتمسك بضرورة البقاء "مستقلين" والحفاظ على "السلام".

وأوضح أندري كورارارو من مجموعة "واتشدوغ" للدراسات لوكالة فرانس برس أن "كثيرين يخشون الانجرار إلى الحرب"، وسيختارون بالتالي "مرشحاً على توافق مع موسكو، إذ يرون في ذلك ضمانة بعدم التعرض لهجوم". وتتابع بروكسل وواشنطن هذه الانتخابات من كثب وتبديان مخاوف من محاولات روسية لإثارة بلبلة خلال الانتخابات.

وقبل موعد الاقتراع، أفادت الشرطة بحصول حملات تضليل إعلامي مكثفة من خلال رسائل إلكترونية مزورة وتهديدات بالقتل، في ما وصفه رئيس الوزراء دورين ريسيان بأنه "هجوم عنيف" يهدف إلى "زرع الهلع والخوف" وردع الناخبين عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.

ورأى خبير مجموعة "واتشدوغ" أن مولدوفا "تدفع ثمناً باهظاً" لقرارها قطع الروابط مع موسكو. وأوضح أن "الضغوط غير مسبوقة والأموال التي تنفق لتنفيذ أنشطة زعزعة الاستقرار هذه هائلة" متحدثاً عن مبالغ إجمالية تفوق مئة مليون دولار. والهدف على حد قوله هو إعادة البلاد إلى "فلك موسكو".

(فرانس برس)