وسط ارتفاع منسوب التوقعات بقرب الإعلان عن اتفاق في المفاوضات النووية الإيرانية، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، أن حكومته "لن تتنازل عن حقوق الشعب في أي مفاوضات واجتماع"، مشيراً إلى أنها ستواصل جهودها لـ"ازدهار البلاد وحل المشاكل بحزم".
وأضاف رئيسي، في كلمة بمؤتمر في اليوم العالمي للمسجد في طهران في ذكرى حريق المسجد الأقصى، أن "الحكومة بمعزل عن العقوبات والتهديدات ستواصل عملها بجدية"، قائلاً إن "اليوم الحرب هي حرب الإرادات، وشعب إيران أراد أن ينتصر على أعدائه في هذه الحرب".
وشدد الرئيس الإيراني، وفق التلفزيون المحلي، على أنه "لن نربط حياة المواطنين بأي عامل خارجي"، في إشارة إلى المفاوضات النووية والاتفاق النووي، إذ سبق أن أكد رئيسي مراراً أنه لن يربط البلاد وحل مشكلاتها بهذه المفاوضات.
وفيما يترقب المواطن الإيراني بفارغ الصبر رفع العقوبات الأميركية المشددة بعد التوصل للاتفاق، قلل عضو لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني المحافظ، فريدون عباسي، الذي شغل سابقاً منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، من أن تكون للاتفاق المحتمل "آثار كبيرة" على حياة المواطنين الإيرانيين، داعياً إلى عدم التعويل على ذلك.
وأكد عباسي، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن الاتفاق "لا يعني أن سلوك الأطراف الأخرى (الغربية) سيتغير"، قائلاً إن الغرب سيواصل مساعيه لـ"خفض قدراتنا في العالم ومتابعة هذا الموضوع عبر الضغط الاقتصادي على المواطنين، وانتزاع الرصيد الاجتماعي منا، ولذلك هم ليسوا بصدد تقديم امتيازات لنا ورفع العقوبات".
وعزا هذه السياسة الغربية تجاه إيران إلى قناعة الغرب بأن "إيران بلد تقوده الثورة الإسلامية وتمكنت من نشر فكرها في أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا"، داعياً إلى متابعة استراتيجية إفشال العقوبات الأميركية "تحت أي ظرف"، وتعزيز العلاقات مع الشرق.
وتأتي التصريحات الإيرانية الجديدة في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية إلى محطتها الأخيرة، وسط ترجيحات بقرب التوصل إلى اتفاق في فيينا بعد 16 شهراً من المفاوضات الماراثونية، لكن ثمة "قضايا معقدة ما زالت عالقة"، حسب المندوب الروسي بالمفاوضات ميخائيل أوليانوف، أو ثمة "فجوات" متبقية حسب تصريحات مسؤول أميركي لوسائل إعلام إسرائيلية أمس السبت.
وفي ختام الجولة الجديدة لمفاوضات فيينا، في الثامن من الشهر الجاري، أكد الاتحاد الأوروبي بصفته منسق المفاوضات استنفاد المفاوضات، مقدماً "نصاً نهائياً" لكل من طهران وواشنطن، مع دعوتهما إلى الرد عليه بالموافقة أو الرفض، لكن طهران، الإثنين الماضي، في آخر يوم بالموعد الذي حدده الاتحاد الأوروبي، ردت على النص بإرسال جملة تحفظات وتعديلات لترمي الكرة إلى الملعب الأميركي، وواشنطن أيضاً بدورها تؤكد أنها ما زالت تدرس التحفظات الإيرانية ولم ترد بعد، وتتجه الأنظار اليوم إلى البيت الأبيض للاستماع لرده على التحفظات الإيرانية.
وبموازاة ذلك، خرجت من إيران، خلال الأيام الأخيرة، تسريبات مهمة بشأن مضمون نص الاتفاق المحتمل، والذي تم التوصل إليه حتى الآن، نقلاً عن تصريحات لكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، في اجتماع خاص.
وتشمل التسريبات فقط الامتيازات التي حصلت عليها طهران، وربما يكشف ذلك عن الهدف من التسريبات في هذا التوقيت وعلاقته بسعي إيراني لتسويق الاتفاق داخلياً، وخاصة في الأوساط المحافظة المنتقدة بالأساس للاتفاق النووي.