أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، في مطار طهران، قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ليس لديه "أي برنامج" للقاء أو تفاوض مع الأميركيين.
وقال الرئيس الإيراني الذي يرافقه في الزيارة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، إنه سيلقي كلمة في الجمعية العامة وسيجري لقاءات ثنائية على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية.
وشدد رئيسي، وفق التلفزيون الإيراني، على أن "العقوبات والتهديدات لم توقف الشعب الإيراني ولذلك فمشاركتنا في الأمم المتحدة تأتي من منطلق العزة"، مشيراً إلى أن الزيارة تشكل فرصة لبيان مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واستبق الرئيس الإيراني زيارته إلى نيويورك، بتوجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية من خلال مقابلة أجراها مع قناة "سي بي إس" الأميركية، وجه فيها اتهامات للبيت الأبيض، وقال: "لا معنى للاتفاق إذا لم توفوا بالتزاماتكم (...) الأميركيون نكثوا العهد (...) نحن لا نستطيع أن نثق بأميركا وجربنا ذلك سابقاً"، في إشارة إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015 وانسحاب الإدارة الأميركية السابقة منه عام 2018.
وأكد رئيسي: "إننا جادون للتوصل إلى اتفاق جيد ومنصف، لكن يجب أن تكون هناك ضمانات تمنع أميركا من الخروج منه مرة أخرى"، قائلاً: "إننا نستخدم الطاقة النووية في العلاج الطبي والزراعة والنفط والغاز".
وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية أكدت مراراً أن القنبلة النووية لا مكان لها في عقيدتها الدفاعية"، موضحاً أن "الإدارة الأميركية الجديدة تزعم أنها تختلف مع الإدارة السابقة وأرسلت لنا رسائل مرات عدة، لكننا لم نشهد أي تغيير على أرض الواقع".
وأشار إلى العقوبات الأميركية الشاملة على إيران منذ 2018، قائلاً إنها "ظالمة جداً ويهمنا رفعها"، مشدداً على أنه "ليست لدينا أي قناعة بالتفاوض واللقاء مع الرئيس الأميركي ونرى أن ذلك عديم الجدوى".
كنعاني: لا يوجد تخطيط مسبق
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم الإثنين، في معرض رده على سؤال بشأن مرافقة كبير المفاوضين الإيرانيين، الرئيس الإيراني إلى نيويورك، إنه "لا يوجد تخطيط مسبق لإجراء حوار حول المفاوضات النووية" خلال الزيارة.
لكن كنعاني في الوقت ذاته، لم يستبعد إجراء حوار حول الملف النووي الإيراني خلال اللقاءات على هامش مشاركة الوفد الإيراني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن احتمال ذلك يبقى وارداً.
وأوضح أن "إيران لم تترك طاولة التفاوض وتؤكد أن التفاوض البناء هو السبيل المنطقي المناسب لحل الخلافات"، لافتاً إلى أن المشاركة في الاجتماعات الدولية تشكل "فرصة جيدة للغاية لتبادل وجهات النظر بين الدول حول المواضيع الثنائية والإقليمية والدولية".
وفي معرض ردّه على سؤال حول إعلان حركة "حماس" اعتزامها استئناف علاقاتها مع النظام السوري، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ترحيب طهران بالخطوة، ودعمها لها، قائلاً إنها تصب في مصلحة المنطقة والقضية الفلسطينية.
وبشأن التطورات الجديدة في القوقاز الجنوبي والاشتباكات الحدودية بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، قال كنعاني إن طهران تواصلت مع الطرفين، داعياً إلى ضرورة اتخاذ توجه سياسي والحوار لحل الخلافات بين البلدين.
وحول زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى أرمينيا والحضور الأميركي في القوقاز، أكد المتحدث الإيراني أن "التصعيد وزيادة التوترات في القوقاز الجنوبي لن يحققا مصالح أي من الدول الجارة".
وفيما أثارت الأنباء عن اعتزام إيران إرسال وقود مجاناً إلى لبنان انتقادات في داخل البلد، أكد كنعاني أن "إرسال الوقود المجاني إلى لبنان ليس مطروحاً"، مشيراً إلى أن طهران أجرت مباحثات مع الحكومة اللبنانية حول الطاقة، معرباً عن أمله أن تؤدي المباحثات إلى مساعدة لبنان في تأمين احتياجاته.
فرنسا: لا عرض لإيران أفضل من المقدّم حاليّاً
من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنه "لن يكون هناك عرض أفضل لإيران" بالنسبة إلى إحياء اتفاق 2015 بشأن برنامجها النووي، حسبما أوردت وكالة "فرانس برس".
ولم تستبعد الوزيرة احتمال لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون بنظيره الايراني إبراهيم رئيسي الذي سيكون حاضراً في نيويورك هذا الأسبوع، وقالت للصحافيين، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس": "سنرى ما سيأتي به هذا الأسبوع".
وأضافت كولونا: "نافذة الفرصة الأخيرة ستغلق قريباً" لإحياء الاتفاق النووي.
متابعة: "نكرر باستمرار.. أنه لن يكون هناك عرض أفضل لإيران"، وأن "اتخاذ القرار يعود إلى طهران".