أعلنت الرئاسة التونسية، مساء اليوم الثلاثاء، في بيان لها، أنّ الرئيس قيس سعيّد قرر "إنهاء مهام وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي"، وتنصيب نبيل عمّار بديلاً عنه.
ولم توضح الرئاسة أسباب هذه الإقالة التي تأتي بعد سلسلة من الإقالات الأخرى في الأسابيع الأخيرة، إذ كان سعيّد قد قرر إجراء تعديل جزئي على الحكومة، الشهر الماضي، عيّن بمقتضاه محمد علي البوغديري وزيراً للتربية خلفاً لفتحي السلاوتي، وعبد المنعم بلعاتي وزيراً للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري خلفاً لمحمود إلياس حمزة.
وفي الشهر نفسه، أقال سعيّد وزيرة التجارة فضيلة الرابحي، التي كانت تشغل منصبها منذ أكثر من سنة، دون تبيان أسباب الإقالة، ليُعلَن ذلك في بيان مقتضب خلال لقاء جمع سعيّد برئيسة الحكومة نجلاء بودن في قصر الرئاسة.
وقال الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن" إقالة وزير الخارجية عثمان الجرندي جاءت باعتقادي بسبب فشل الدبلوماسية التونسية في تحقيق أهدافها".
واعتبر العبيدي أنّ "الإقالة تأتي بناءً على نتائج السياسة الخارجية التي جعلت تونس معزولة، ومنذ عامين تقريباً لم يغادر سعيّد البلاد في زيارات خاصة ولقاءات ثنائية، وأغلب اللقاءات والزيارات كانت متعددة الأطراف، مثل ما حصل في زيارة الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً"، مبيناً أن "كل ما حصل من خيبات أمل في هذا اللقاء حُسبت طبعاً على الجرندي، لأن الرئيس التونسي لم يُستقبل من نظيره الأميركي جو بايدن، وإنما من طرف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وهذا استنقاص دبلوماسي، بالإضافة إلى طبيعة الاجتماع التي أخذت شكل المحاسبة تقريباً".
وأوضح العبيدي أنّ "هذا التغيير ربما يشكل خطوة للإعداد للمرحلة القادمة وتغيير الموازنات على المستوى الخارجي، وسنتابع نتائج هذا القرار، وإن لم يحصل تغيير فسنبقى في نفس المكان".
ولفت العبيدي إلى أنّ "السياسات الخارجية في المقابل غير مرتبطة بشخص فقط، فتصريحات رئيس الجمهورية لها انعكاسات على مردود السياسة الخارجية، والإخفاق الكبير وتشرذم الساحة السياسية وعدم تثمين الموقع الجيواستراتيجي لتونس، كلها عوامل ساهمت في هذا الإخفاق".
ولفت العبيدي إلى أنّ "وزير الخارجية الجديد، الدبلوماسي نبيل عمار، يُعتبر من عائلة دبلوماسية، ويشغل حالياً منصب سفير تونس في بروكسل، وتولى أيضاً سفارتنا في بلجيكا، وهو خريج المدرسة الوطنية للإدارة وأغلب المراكز الهامة تحتاج سياسيين يمتلكون الخبرة، فهناك تناسق وترابط بين السياسة الخارجية والداخلية".
يُذكر أن آخر نشاطات للجرندي كانت ظهر اليوم الثلاثاء، عندما نشر تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، قال فيها إنه أجرى مكالمة مع فيصل المقداد وزير خارجية النظام السوري، وأبلغه عن تعاطف وتضامن تونس رئيساً وحكومةً وشعباً مع سورية الشقيقة".